إن الحديث عن المال والبنين هو الحديث عن الزينتين المذكورتين في القرآن الكريم، قال تعالى:
{المال والبنون زينة الحياة الدنيا}.
وقد اسلفنا الذكر في الجزء الأول من هذه السلسلة بأن الحياة الدنيا هي اصل البلاء بالنسبة للإنسان، وبينا ان الابتلاء فيها قد يكون بالشر وقد يكون بالخير، وها نحن نكمل السير في (سلسلة البلاء في نهج البلاغة) مسلطين الضوء على ما اتحفنا به أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب نهج البلاغة لنأخذ الموازين الدقيقة بكيفية التعامل مع هذين المادتين الابتلائيتين وهما المال والأولاد من حيث ان الانسان قد يبتلى بالشر فيها ما كفقد الأولاد او طروء السوء عليهم او كالفقر وقد يبتلى بالخير فيهما ككثرة الأولاد وكثرة الأموال، فلابد من ضبط النفس في كيفية التعامل معهما، لذا فلننهل من فيض بحر أمير المؤمنين عليه السلام سائلين التوفيق من اللطيف القدير.