موانع استجابة الدعاء

مقالات وبحوث

موانع استجابة الدعاء

9K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 24-07-2020

الباحث: محمد حمزة الخفاجي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على حبيبه محمد وعلى آله الطيبين الأطهار.

قد يسأل سائل إن جميع الشروط قد توافرت ولم يستجب دعائي؟

فنقول في محل الجواب: إن هنالك كثيراً من الموانع التي تمنع استجابة الدعاء، وفي أغلبها يكون السبب العبد نفسه، فإن الله جواد كريم؛ ولكن يعطي لحكمة ويمنع لحكمة، كما مر آنفاً، ومن هذه الموانع:

أولاً: الذنوب

ففي دعاء كميل: «اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء».

 ومن دعاء لأمير المؤمنين (عليه السلام):

«اللهم إني أعوذ بك من ذنب يحبط العمل، وأعوذ بك من ذنب يعجل النقم، وأعوذ بك من ذنب يمنع الدعاء»([1])

وقال الإمام الصادق (عليه السلام):

«إن العبد يسأل الله الحاجة فيكون من شأنه قضاؤها إلى أجلٍ قريب، أو إلى وقتٍ بطيء، فيذنب العبد ذنبًا فيقول الله تبارك تعالى للملك: لا تقض حاجته واحرمه إيَّاها، فإنَّه تعرَّض لسخطي، واستوجب الحرمان مني»([2]).

وقال الإمام زين العابدين (عليه السلام): «والذنوب التي ترد الدعاء: سوء النية، وخبث السريرة، والنفاق، وترك التصدق بالإجابة، وتأخير الصلوات المفروضات حتى تذهب أوقاتها، وترك التقرب إلى الله (عز وجل) بالبر والصدقة، واستعمال البذاء والفحش في القول»([3]).

ثانياً: أكل الحرام

 وأشده ما نبت عليه اللحم وقوي به الجسد، وذلك عند من اعتاد على أكل الحرام حتى نمى في عروقه، فأصبح مانعاً دون استجابة دعائه، ففي الحديث القدسي:

«لا يحجب عنِّي دعوة إلا دعوة آكل الحرام»([4]).

 وروي أن رجلاً قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا رسول الله أحب أن يستجاب دعائي، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم):

«طهر مأكلك، ولا تدخل بطنك الحرام»([5]).

 وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:

«من سره أن تستجاب له دعوته، فليطب مكسبه»([6]).

ثالثاً: قطيعة الرحم

إن قطيعة الرحم مخالفة لأمر الله (عز وجل) ولذلك كانت مانعاً لاستجابة الدعاء، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: «قطيعة الرحم تحجب الدعاء»([7]).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): «ما من مؤمن دعا الله سبحانه دعوة، ليس فيها قطيعة رحم ولا إثم، إلا أعطاه الله بها أحد خصال ثلاث: إما أن يعجل دعوته، وإما أن يدخر له، وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها. قالوا: يا رسول الله، إذن نكثر؟ قال: أكثروا»([8]).

رابعاً: الظلم

إن من الناس من يشكو الى الله ظلم من ظلمه وهو ظالم لغيره، فكيف يرجو استجابة دعائه من يستقبح الظلم إذا وقع عليه ويستحسنه إذا وقع على غيره، فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال الله (عز وجل): «وعزتي وجلالي، لا أجيب دعوة مظلوم دعاني في مظلمة ظلمها ولأحد عنده مثل تلك المظلمة»([9]).

والحمد لله رب العالمين

الهوامش:


([1]) بحار الأنوار، المجلسي: 88/382، ح7.

([2]) وسائل الشيعة، الحر العاملي: 15/302، ح13.

([3]) معاني الأخبار، الشيخ الصدوق: 271.

([4]) وسائل الشيعة: 7/145، ح4.

([5]) المصدر نفسه: 5/ 145، ح5. (67 باب وجوب ترك الداعي للذنوب واجتنابه للمحرمات)

([6]) المصدر نفسه: 7/84، ح2. (32 باب طلب الحلال)

([7]) مستدرك الوسائل، ميرزا حسين نوري الطبرسي: 15/185.

([8]) وسائل الشيعة: 7/27، ح8.

([9]) المصدر نفسه:7/146، ح1، (باب وجوب ترك الداعي للظلم ورده المظالم)

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2663 Seconds