من أخلاق الإمام علي (عليه السلام) قوله: ((إذا أملقتم فتاجروا الله بالصدقة))

مقالات وبحوث

من أخلاق الإمام علي (عليه السلام) قوله: ((إذا أملقتم فتاجروا الله بالصدقة))

7K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 06-09-2020

بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان

((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))
أما بعد:
قال أمير المؤمنين عليه السلام: ((إذا أملقتم([1]) فتاجروا الله بالصدقة)).
الدعوة إلى استعمال علاج نافع في حالات الحرج الاقتصادي الذي يتعرض له كل أحد إلا من شاء الله وذلك بأن يتفقد هذا الفقير أخاه الفقير الآخر ولو لم يكن من أهخل دينه -ما لم يكن في تفقده تقوية لغير المسلم- لأنه بهذا التفقد مهما كان حجمه سيضمن به توسعة رزقه من الله تعالى الذي يحث على إشاعة الخير لإسعاف المحرومين ومعاونة الإخوان لأنه ما من فقير إلا ويوجد من هو أشد منه فقرًا فإذا تفقد الفقير ذاك الأفقر، وهذا الأفقر ذلك الأفقر منه وهكذا كلٌ حسب طاقته وكلٌ حسب موقعه فحتماً ستتاح للجميع فرصة الحياة وتمشية الأمور وتجاوز الأزمات.
ولو تأملنا شرائح المجتمع المختلفة وعرفنا تعدد الطبقات وتعدد المهن والحرف وموارد الكسب ومصادر الارتزاق لوجدنا أن الصدقة أنجع دواء وأحسن حل لمشكلة الفقر التي لا يمكن أن يأتي أيّ نظام عالمي أو اقتصادي أو سياسي... بحلول أو لوائح للحد أو القضاء على هذه الظاهرة التي وجدت لعدة أسباب منها اختبار صبر الفقير والتزامه الديني.. ومنها اختبار تعاطف أفراد المجتمع ومعرفة درجة التكامل الاجتماعي لدى كل فرد... ومنها مما يشّكل تركيبة مجتمع كامل، لأنه وبحسب القوانين الطبيعية المعتادة لا يمكن أن تتكافأ الطبقات وإلا لما صارت طبقات.
وبغض النظر عن هذا التحليل الذي يتفاوت الاقتاع به من فرد لآخر لأنه يمثل مستوى تفكير معين إلا أن القرآن الكريم حث على التصدق كثيرأ وبمختلف المناسبات وهو ﴿مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾([2]).
فمنها قوله تعالى: ﴿ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ﴾([3]).
وقوله تعالى: ﴿وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾([4]).
وقوله تعالى: ﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾([5]).
وقوله تعالى: ﴿ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾([6]).
وقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ﴾([7]).
وقوله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ﴾([8]). وغيرها من الآيات المباركة.
وقد روي عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام الشيء الكثير([9]) من الحث والتأكيد وسائر شؤونها مما يؤكد القناعة بضرورة الالتزام واللجوء إليها وسيأتي ما يتعلق بموضوع الصدقة في كلام الإمام عليه السلام([10]).

الهوماش:
([1]) أملَقَ: افتقر. لاحظ القاموس ج3/ ص284.
([2]) سورة هود، الآية 1.
([3]) سورة البقرة، الآية 196.
([4]) سورة البقرة، الآية 280.
([5]) سورة النساء، الآية 114.
([6]) سورة التوبة، الآية 104.
([7]) سورة يوسف، الآية 88.
([8]) سورة الحديد، الآية18.
([9]) انظر: كتاب وسائل الشيعة ج6/ ص255-336، وكتاب صحيح البخاري ج2/ ص128-136.
([10]) لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي (عليه السلام)، لمحمد صادق السيد محمد رضا الخرسان.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2509 Seconds