بقلم: د. نهاية جبر المحمداوي- الجامعة المستنصرية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وآله الطيبين الطاهرين.
أما بعد:
اختصر الإمام علي (عليه السلام) دور المرأة في المجتمع الإسلامي من خلال هذه الحكمة أو النصيحة التي تساوي دستوراً نسائيا ((جهاد المرأة حسن التبعل لزوجها)) وتضمنت حركة المرأة في المجتمع في اطار الجهادين الأكبر والأصغر، السعي للرزق والعمل في المنزل، وفي المجتمع، وفي الحياة الزوجية، وتربية الأولاد مع حفظ زوجها واتباع موافقته.
وأكد أيضا في اختبار الزوجة الصالحة التي تمتاز بالخصال الآتية إذ قال الإمام علي (عليه السلام) ((خيار خصال النساء، شرار خصال الرجال: الزهو، والجبن والبخل. فاذا كانت المرأة مزهوة لم تمكن من نفسها واذا كانت بخيلة حفظت مالها ومال بعلها، واذا كانت جبانة فرقت من كل شي يعرض لها))([1])، هذا النوع الكلامي الذي برع به الإمام علي (عليه السلام)، شق الطريق أمام المباحث العقلية، التي تربط النتائج بالأسباب، بفضل هذا التعليل تتبدل المفاهيم الاجتماعية حول عنوانات اجتماعية ويصبح البخل صفة مقبولة في المرأة، ويغدو (الجبن) خصلة خيرة في المرأة وبخاصة ان المجتمع الإسلامي جعل عنوان المرأة شرفها فالجبن يمنعها من اقتحام المهالك، حيث يتعرض لها اللصوص والصعاليك ويسلبونها شرفها وهي عاجزة عن الدفاع لضعفها الجسدي([2]).
وحذر الإمام (عليه السلام) المرأة من الاستجابة لنداء المغريات من العادات السيئة المتفشية في المجتمع لكنها تعيب المرأة وان شعرت معها بالارتياح الآني (المخدرات مغرية للإنسان، لكنها مؤذية وقاتلة) حذرها من الصفات التي لا تصلح لها مع ان بعضها قد يصلح للرجل واطلقها حِكَماً توجه المرأة في رحلة الحياة ان تجنبتها أرضت ربها وعاشت في مجتمعها كريمة مثل الغيرة والمخادعة والتبرج إذ قال الإمام علي (عليه السلام) ((غيرة المرأة كفر وغيرة الرجل إيمان))([3])([4]).
وفي استحباب السعي في النكاح جعله الإمام علي (عليه السلام) أفضل الشفاعات فقال ((أفضل الشفاعات ان تشفع بين اثنين في نكاح حتى يجمع الله بينهما)) والرواية المتقدمة تحث الناس على السعي في الجمع بين الرجل والمرأة لتكوين اسرة مسلمة فيستحب جميع ما يؤدي إلى ذلك من السعي في الخطبة أو بذل المال لتوفير مستلزمات الزواج أو التشجيع عليه أو غيره ذلك.
كما نصح الإمام (عليه السلام) بتجنب الزواج من الحمقاء لإمكانية انتقال هذه الصفة إلى الاطفال ولعدم قدرتها على التربية وعلى الانسجام مع الزوج وبناء الاسرة الهادئة والسعيدة قال الإمام علي (عليه السلام) ((إياكم وتزويج الحمقاء فإن صحبتها بلاء وولدها ضياع))([5])([6]).
الهوامش:
([1]) حكمة 234.
([2]) نصرالله، 2006، ص191-192.
([3]) الحكمة 124.
([4]) نصرالله،2006،ص193.
([5]) العذاري،1426هـ،ص16-20.
([6]) لمزيد من الاطلاع ينظر: الإرشاد في فكر الإمام علي عليه السلام، للدكتورة نهاية جبر المحمداوي، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة، ص70-71.