من استشهادات ابن أبي الحديد المعتزلي بشعر أبي طالب عليه السلام الحلقة الثانية: فداءه للنبي (صلى الله عليه وآله) بولديه جعفر والإمام علي (عليهما السلام)

مقالات وبحوث

من استشهادات ابن أبي الحديد المعتزلي بشعر أبي طالب عليه السلام الحلقة الثانية: فداءه للنبي (صلى الله عليه وآله) بولديه جعفر والإمام علي (عليهما السلام)

3K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 22-06-2022

بقلم: الدكتور علي الفتال

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق اجمعين أبي القاسم محمد وآله الطيبين الاخيار الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم والناصبين لهم العداء الى قيام يوم الدين.

أما بعد:
قال علي بن يحيى البطريق (رحمه الله) لو لا خاصة النبوة وسرها لما كان مثل أبي طالب يمدح ابن أخيه محمداً، وهو شاب قد رُبّي في حجره، وهو يتيمه ومكفوله، وجارٍ مجرى أولاده بمثل قوله (14/63):

وأبيض يستسقي الغمام بوجهه        ثمال اليتامى عصمة للأرامل
يطيف به الهلاك من آل هاشم        فهم عنده في نعمة وفواضل

ومن فرط حب أبي طالب محمداً صلى الله عليه وآله وسلم كان يخاف عليه البيات إذا عرف مضجعه يقيمه ليلاً من منامه، ويضجع ابنه علياً مكانه، فقال له علي ليلة:

يا أبت، إني مقتول، فقال له (14/64):

اصبرن يا بني فالصبر أهجى        كل حيٍ مصيره لشعوب
قدر الله والبلاء شديد                   لفداء الحبيب وابن الحبيب
لفداء الأغر ذي الحب الثا             قب والباع والكريم النجيب
إن تصبك المنون فالنبل تبرى        فمصيب منها وغير مصيب
كل حي وأن تملّي بعمرٍ               أخذ من مذاقها بنصيب

فأجابه علي عليه السلام فقال له (14/64):
أتأمرني بالصبر في نصـر أحمدٍ        وتعلم أني لم أزل لك طائعا
سألقى لوجه الله في نصـر أحمد        نبي الهدى المحمود طفلاً ويافعا[1]

الهوامش:
[1] لمزيد من الاطلاع ينظر: أضواء على نهج البلاغة بشرح ابن أبي الحديد في استشهاداته الشعرية، د. علي الفتال، ط: مؤسسة علوم نهج البلاغة في العتبة الحسينية المقدسة: ج2، ص 23-24.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2667 Seconds