رؤية رسول الله (صلى الله عليه وآله) للإمام المهدي(عجل الله فرجه) في ليلة الإسراء والمعراج كأنه كوكب درّي.

مقالات وبحوث

رؤية رسول الله (صلى الله عليه وآله) للإمام المهدي(عجل الله فرجه) في ليلة الإسراء والمعراج كأنه كوكب درّي.

17 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 12-02-2025

بقلم: السيد نبيل الحسني.

إنّ مما أفاضه الله على رسوله المصطفى (صلى الله عليه وآله) وخصه به من الألطاف أن أسرى به {ليْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى}[1] وذلك لحكمة خاصة أرداها عزّ وجلّ، وهي {لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
وقد تعددت الآيات التي رآها الحبيب (صلى الله عله وآله) في المعراج فمنها ما أظهرته الآيات المباركة، ومنها ما أظهرته الأحاديث الشريفة، فمن الآيات أنه رأى جبرائيل (عليه السلام) بهيئته التي خلقه الله تعالى عليها، فقال سبحانه: {وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى}[2]
ومنها أنه أقترب من مقام العبودية لله تعالى إلى الرتبة التي لم يصل إليها مخلوق قط، فقال سبحانه: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى}[3].
ومن الأحاديث الشريفة الكاشفة عن الآيات التي أختص بها (صلى الله عليه وآله) أنه رأى الأئمة المعصومين وهم عترته أهل بيته (عليهم السلام) من الإمام أمير المؤمنين إلى الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف).

فقد روى ابن شاذان بإسناده ، والشيخ الطوسي ، عن أبي سلمى [4]راعي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال : «سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : ليلة أسري بي إلى السماء، قال لي الجليل جلّ جلاله :{ آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ } - قلت : - { وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ }[5]

قال : صدقت يا محمد ، من خلفت في أمتك ؟ قلت : خيرها . قال : علي بن أبي طالب (عليه السلام) ؟ قلت : نعم يا رب .
قال : يا محمد ، إني اطلعت إلى الأرض إطلاعة فاخترتك منها ، فشققت لك اسما من أسمائي فلا أذكر في موضع إلا ذكرت معي ، فأنا المحمود وأنت محمد ، ثم اطلعت الثانية فاخترت منها عليا ، فشققت له اسما من أسمائي فأنا [ العلي ]  الأعلى ، وهو علي.
يا محمد، إني خلقتك وخلقت عليا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولده من سنخ
نوري ، وعرضت ولايتكم على أهل السماوات وأهل الأرضين، فمن قبلها كان عندي من المؤمنين ، ومن جحدها كان عندي من الكافرين .
يا محمد، لو أن عبدا من عبيدي عبدني حتى ينقطع ، لاويصير كالشن البالي ، ثم أتاني جاحدا لولايتكم ما غفرت له حتى يقر بولايتكم .

يا محمد، أ تحب أن تراهم ؟ قلت : نعم يا رب . فقال لي : إلتفت عن يمين العرش .
فالتفت، فإذا أنا بعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، وعلي بن الحسين ، ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمد ، وموسى بن جعفر ، وعلي بن موسى ، ومحمد بن علي ، وعلي بن محمد ، والحسن بن علي ، والمهدي في ضحضاح من نور ، قيام يصلون و هو في وسطهم -  يعني المهدي - يضئ كأنّه كوكب درّي .

فقال : يا محمد هؤلاء الحجج  ، وهو الثائر  من عترتك ، فو عزّتي وجلالي  إنه الناصر لأوليائي ، والمنتقم من أعدائي ، ولهم الحجة الواجبة ، و بهم يمسك الله السماوات أن تقع على الأرض إلا بإذنه»[6].

ومن ثمّ فاختيار الأنبياء والرسل وأوصايئهم (عليهم السلام) قد جرى قبل بعثهم وأرسالهم إلى الناس، فكانوا يعرفون من يأتي بعدهم، وجرى التعريف بهم كما بين أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبة التوحيد ، فقال: «مِنْ سَابِقٍ سُمِّيَ لَهُ مَنْ بَعْدَهُ، أَوْ غَابِرٍ عَرَّفَهُ مَن قَبْلَهُ»[7] .

الهوامش:
[1] الاسراء: 1
[2] النجم ، الآية: 13 – 14
[3] الجم، الاية: 11
[4] ترجم له في الإصابة 4 / 94 ، أسد الغابة 5 / 219 وتقريب التهذيب 2 / 430 رقم 60 .
[5] البقرة: 285
[6] مائة منقبة، ابن شاذان: ص39 ؛ الغيبة، الطوسي: ص149
[7] نهج البلاغة، الخطبة الأولى.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.3315 Seconds