نبذة عن الكتاب:
هذا التحقيق الذي بين أيدينا ما هو إلّا واحدٌ من الأعمال التي خُصّصت للبحث في قضية عَقديّة مهمّة شغلت حيزًا واسعًا في المحافل العلميّة والحلقات الدراسيّة منذ القرن الأول للهجرة النبويّة وإلى يومنا هذا، لاسيّما في عصر المصّنف العالم الجليل البحّاثة المحقّق أحد أعلام مدرسة مذهب العترة النبويّة (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)؛ ألا وهو الحافظ الثبت الفقيه (أبو الحسين يحيى بن الحسن بن الحسين بن عليّ الأسديّ الحليّ) المعروف بابن البطريق، المتوفّى سنة 523 للهجرة.
فقد انبرى قلمُه وبَانَ عزمُه في ما صنَّفه في هذا الحقل المعرفيّ من علوم الحديث واللغة والعقيدة.
ومن ذلك ما قاله النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) في حجّة الوداع ويوم غدير خُم مخاطبًا المسلمين من الأنصار والمهاجرين وعامّة الناس أجمعين: «مَنْ كُنْتُ مَولَاه فَهذا عَليٌ مَولَاه».
حيث ردَّ أقوال المعاندين في نكران اختصاص الحديث في النصّ على ولاية الإمام عليّ (عليه السلام)، وأبطل شُبهات المتأوِّلين للفظ (الولي) في الحديث الشريف بالحجّة والبيِّنة والدليل القاطع؛ لِما أورده في عشر تأويلاتٍ لهذا اللفظ؛ فردَّها وأرجعها إلى أصلها، والعماد الذي ترجع إليه المعايير في هذه التأويلات ألَا وهو: (الأَوْلى).