إن كل شيء في الوجود متقن بشكل عجيب سواء كان من خلق الذرة الى ما فوقها من المخلوقات الاخرى، ففي هذه الخطبة يبيّن لنا الإمام (عليه السلام) قدرة الله وعظمته في خلق هذه الذرة الصغيرة، كيف ركب لها الله تلك الأرجل وهي بهذا الحجم؟ وكذلك الذبابة الصغيرة كيف أدمج الله قوامها وجعل لها جناحين صغيرين تطير بهما؟ فسبحان الله القادر على كل شيء، وقد تدرج الإمام (عليه السلام) في هذه الخطبة بذكر أصغر المخلوقات، ومن ثم انتقل إلى المخلوقات الأكبر حجماً بين الحيوانات، ومنها الفيلة والحيتان؛ فخالق الذرة نفسه خالق الفيلة، فالذي يستطيع أن يخلق خلقاً لا تستطيع العين المجردة أن تراه، هو قادر على أن يخلق أي شيء أكبر وأعظم من الذرة، ثم يبين لنا الإمام (عليه السلام) أن الذي خلق الأجسام ووضع فيها الأرواح آلى على نفسه أن هذه الأرواح لا بد أن تموت وتفنى لا محال وهذه الأجسام لا بد أن تبلى، ليعلم الخلق أن كل شيء في هذا الكون لا بد أن يفنى إلا وجهه الكريم فهو باقٍ.