أن التأثير والإقناع في التخاطب الإنساني ما هو الا آلية بيانية فاعلة لتحقيقه، لذا نجد الحجاج ميزة من ميزات هذا التخاطب بمواقفه المتعدّدة، وأشكاله المتنوعة بين الشفوية والكتابية، إذ يعدّ ركيزة النصوص الموجّهة المتضمنة للمقصدية والنقاش والنّقد والجدل، التي منها: النصوص القرآنية، والفلسفية، والفقهية، والأدبية،....الخ.
كما يعد الركيزة الاساس في إيصال الأفكار وتحقيق المقاصد بين المتكلم والمتلقي عبر وسائل الإقناع والإثارة والتحاور ؛ فالحجاج وسيلة من وسائل الإقناع والتعبير عن الرأي و(تفنيد) الرأي المخالف ولا يخلو نص أدبي من الحجاج، بما في ذلك الشعر.
وقد هدف الباحث من وراء هذه الدراسة الحجاجية لرسائل الإمام علي (عليه السلام) عن الآليات الحجاجية الموظّفة من قبل الإمام علي (عليه السلام) لتدعيم قضيته، وايصال أفكاره، وتفنيد خطبة خصمه بكونها تفاعلاً خطابياً قائماً على الادعاء والاعتراض في وجه مهم من وجوهها.