بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان
((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))
أما بعد:
قال أمير المؤمنين عليه السلام ((إضاعةُ الفرصةِ غُصّةٌ)).
التنبيه لأمر يهم كل أحد لأننا نتسابق في مضمار الحياة لتحقيق الأهداف والأماني والغايات وربما يتجاوز البعض فيحاول ويسعى لتحقيق ما لا رخصة فيه، كل ذلك تحقيقاً للذات.
لكن قد تفوت على الانسان مجالات لتحقيق الذات والإبداع كثيرة وكان هو من أسباب الفوات فالإمام (عليه السلام) يركّز على هذا الشأن حتى لا يبقى الإنسان متخلفاً عن ركب الحضارة والتقدم أو عن مسار اقرانه ثم يندب حضه، أو أن هذا هو (المقسوم) له من الله تعالى.
نعم كل أحد له (مقسوم) لكن الله تعالى لم يلجئنا إلى عمل أو اختيار أي شيء مهما كان، بل ترك الأمر واضحًا جلياً لنختار وفق قناعتنا ورغبتنا بلا مؤثر خارجي لعلمه تعالى بوجود شريحة اجتماعية تحمل الآخرين نتائج فشلها في الحياة وعدم تحقيق الأهداف، ولو بأن يتظاهروا بالتسليم لأمر الله تعالى مع أنه فسح المجال وهيأ السبل للجميع ولم يختص أحداً بفرصة على حساب غيره بل أعطى كلاً حسب كفاءته وانسجامه مع الحالة الصحيحة التي تدعم مسيرة الحياة.
فعلينا جميعاً أن نتهيأ لما نريد وذلك ببذل الجهد المطلوب لتحقيق المراد وإعداد السبل الكفيلة بإنجاز الغرض. لئلّا نكون مقصرين وتفوتنا فرص الحياة فتبقى غصة ذلك مدى العمر، كما علينا ان نحسن استخدام العقل الذي وهبنا تعالى لنضمن الحصول على أفضل النتائج[1].
الهوامش:
[1] لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ص81-82.