شرح حكم الإمام علي عليه السلام الحكمة (22) قال عليه السلام: مِنْ كَفَّارَاتِ الذُّنُوبِ العِظَامِ إِغَاثَةُ المَلهْوُفِ والتَّنْفيِسُ عَنِ المَكْرُوبِ

سلسلة قصار الحكم

شرح حكم الإمام علي عليه السلام الحكمة (22) قال عليه السلام: مِنْ كَفَّارَاتِ الذُّنُوبِ العِظَامِ إِغَاثَةُ المَلهْوُفِ والتَّنْفيِسُ عَنِ المَكْرُوبِ

2K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 24-12-2023

بقلم: د. قاسم خلف السكيني.

الحمد لله رب العالمين، عليه نتوكل وبه تعالى نستعين، سبحانه (الذي بطن خفيات الأمور، ودلت عليه أعلام الظهور، وامتنع على عين البصير، فلا عين من لم يره تنكره، ولا قلب من أثبته يبصره). وصلوات ربي الزاكيات، وسلامه الموفور بالخير والبركات، على خير خلقه، وخاتم رسله، محمد وعلى آله الطاهرين.

وبعد:
قال عليه السلام: مِنْ كَفَّارَاتِ الذُّنُوبِ العِظَامِ، إِغَاثَةُ المَلهْوُفِ، والتَّنْفيِسُ عَنِ المَكْرُوبِ[1]
 الكفارة (بفتح الكاف وتشديد الفاء): ما يكفّر به من الخطيئة واليمين[2]، فيمحى به كل الخطايا.
 الملهوف: المظلوم يستغيث. والتنفيس: التفريح بالحاء) كما جاء في المصباح. و (اللهيف: المضطر. واللهاف: من التحسر) كما ذكر الراوندي. وإغاثـة الملهوف: إجابة دعوته. ورد في اللسان[3]: (غوث: أجاب الله غوثاه).
والمستفاد من هذه الحكمة: الحث على عمل المعروف والاحسان إلى المحتاج وإغاثة المستغيث والسعي في نصرة المظلومين فهي من مكفرات الذنوب العظام كالقتل والزنى، على نحو ما وصف الإمام (عليه السلام).
 ومن الواضح أنه لم يرد خلاف في رواية هذه الحكمة، غير أن ذكر الملهوف يستدعي (الإغاثة)، فهي أليق به، لأن الإعانة مطلقة، و(أعنته إعانة وتعاونوا: أي أعان بعضهم بعضاً)[4]. وأن الإغاثة من ضمن الإعانة، من هنا رجحنا رواية (إغاثة).
 وقد روى الأبشيهي الحكمة بلفظ: (أفضل المعروف إغاثة الملهوف)[5].)[6].

الهوامش:
[1] وردت في العيون ص 469 إلى حد (الملهوف)، وكذلك في شرح الغرر 6/29، ورويت في المنهاج 3/266: (إعانة) بدلاً من (اغاثة)، ورويت بلفظ المتن في: الدستور ص 25، والحدائق 2/608، والترجمة 2/424، وشرح ابن أبي الحديد 18/135، والبحراني 5/250، والمصباح ص 582.
[2] العين: (كفر)5/356، وما يلفظه بعض العامة بضم الكاف، فهو خطأ بدليل قوله تعالى ﴿فَمَنْ تًصًدَّقَ بِهِ فَهْوَ كَفَّارَةٌ لَهُ﴾ المائدة / 45.
[3] اللسان: (غوث).
[4] العين: (عون) 2/ 254.
[5] المستطرف الابشيهي 1/ 61.
[6] لمزيد من الاطلاع ينظر: شرح حكم الإمام علي وتحقيقها من شروح نهج البلاغة: للدكتور قاسم خلف مشاري السكيني، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص47-48.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2883 Seconds