شرح حكم الإمام علي عليه السلام الحكمة (54) قال عليه السلام: الشَّفيعُ جَناحُ الطَّالِبِ

14 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 30-01-2025

بقلم: د. قاسم خلف السكيني.

الحمد لله رب العالمين، عليه نتوكل وبه تعالى نستعين، سبحانه (الذي بطن خفيات الأمور، ودلت عليه أعلام الظهور، وامتنع على عين البصير، فلا عين من لم يره تنكره، ولا قلب من أثبته يبصره). وصلوات ربي الزاكيات، وسلامه الموفور بالخير والبركات، على خير خلقه، وخاتم رسله، محمد وعلى آله الطاهرين.

أما بعد:
قال عليه السلام: الشَّفيعُ جَناحُ الطَّالِبِ([1])
قال الخوانساري في شرح الغرر: (فإذا طلب من الله فتقرب بالمقربين والصالحين) وهذا تفسير عرفاني. وفي المصباح فسر البحراني الحكمة بقوله: (باعتبار توصله به إلى مراده)، أي توصل الطالب بشفيعه إلى مراده.
 وفي شرح مائة كلمة، قال البحراني: (الشفيع هو الطالب لغيره، كأنه يشفعه في قضاء حاجته، بعد أن كان وتراً).
 والمستفاد من هذه الحكمة، الحث على السعي في حوائج الناس، وحث الناس على الاستعانة بالشفعاء، فهم بمثابة جناح يطيرون به إلى مبتغاهم، وفي هذه الحكمة تنبيه وحث للشفيع على السعي في الشفاعة، فيما ينبغي، وحث لطالب الحاجة علـى الاحتفاظ بالأخوان وادخارهم لوقت الحاجـة، إلى الاستعانة بهم([2]))([3]).

الهوامش:
([1]) لا يوجد خلاف حول هذه الحكمة. وقد رويت في: شرح الغرر / 103، والمنهاج 3/280، والترجمة 2/438، وشرح ابن أبي الحديد 18/204، وشرح البحراني 5/272، والمصباح ص592، وشرح مائة كلمة 1/151، والتنميق (شرح مائة 2/32)، ومطلوب كل طالب (شرح مائة 3/49).
([2]) شرح مائة كلمة 1/151 (بتصرف).
([3]) لمزيد من الاطلاع ينظر: شرح حكم الإمام علي وتحقيقها من شروح نهج البلاغة: للدكتور قاسم خلف مشاري السكيني، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص76.