بقلم: د. قاسم خلف السكيني.
الحمد لله رب العالمين، عليه نتوكل وبه تعالى نستعين، سبحانه (الذي بطن خفيات الأمور، ودلت عليه أعلام الظهور، وامتنع على عين البصير، فلا عين من لم يره تنكره، ولا قلب من أثبته يبصره). وصلوات ربي الزاكيات، وسلامه الموفور بالخير والبركات، على خير خلقه، وخاتم رسله، محمد وعلى آله الطاهرين.
أما بعد:
قال عليه السلام: فَقدُ الأَحِبَّةِ غُرْبَةٌ([1]).
إن المعنى المستفاد من هذه الحكمة، لخصه البحراني في المصباح، إذ قال: (بما أن الغربة تسبب الوحشة ويكون الغريب فيها وحيداً، كذلك، فإن فقد الأحبة يسبب الوحدة والوحشة).
وقد جاء في شرح الغرر: (أن من لا أحبة له، في وطنه، فهو بمنزلة الغريب) الذي لا يجد من يؤويه حين تعوزه المواقف الصعبة إلى البحث عن المأوى. وأن دلالة فقد الأحبة الذين هم مرتكز الإنسان وظهيره، تشابه دلالة فقد الوطن الذي هو مرتكزه ومحل سكناه)([2]).
الهوامش:
([1]) لم يختلف الشراح في رواية هذه الحكمة.، وقد رويت في: العيون ص358، والمنهاج 3/280، وشرح ابن أبي الحديد 18/210، وشرح البحراني 5/272 والترجمة 2/438، والمصباح ص593.
([2]) لمزيد من الاطلاع ينظر: شرح حكم الإمام علي وتحقيقها من شروح نهج البلاغة: للدكتور قاسم خلف مشاري السكيني، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص77.