شرح حكم الإمام علي عليه السلام الحكمة (63) قال عليه السلام: الدَّهْرُ يُخْلقُ الأبْدانَ، ويُجِدّدُ الآمالَ، ويُقَرّبُ المَنِيَّةَ، ويُباعِدُ الأُمنيةَ. مَنْ ظَفِرَ به نَصَبَ، ومَنْ فاتَهُ تَعِبَ

سلسلة قصار الحكم

شرح حكم الإمام علي عليه السلام الحكمة (63) قال عليه السلام: الدَّهْرُ يُخْلقُ الأبْدانَ، ويُجِدّدُ الآمالَ، ويُقَرّبُ المَنِيَّةَ، ويُباعِدُ الأُمنيةَ. مَنْ ظَفِرَ به نَصَبَ، ومَنْ فاتَهُ تَعِبَ

317 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 01-06-2025

بقلم: د. قاسم خلف السكيني.

الحمد لله رب العالمين، عليه نتوكل وبه تعالى نستعين، سبحانه (الذي بطن خفيات الأمور، ودلت عليه أعلام الظهور، وامتنع على عين البصير، فلا عين من لم يره تنكره، ولا قلب من أثبته يبصره). وصلوات ربي الزاكيات، وسلامه الموفور بالخير والبركات، على خير خلقه، وخاتم رسله، محمد وعلى آله الطاهرين.

أما بعد:
قال عليه السلام: الدَّهْرُ يُخْلقُ الأبْدانَ، ويُجِدّدُ الآمالَ، ويُقَرّبُ المَنِيَّةَ، ويُباعِدُ الأُمنيةَ. مَنْ ظَفِرَ به نَصَبَ، ومَنْ فاتَهُ تَعِبَ([1])
جاء في المصباح: (إخلاقه للأبدان: إعداده لضعفها، وفنائها، بتغيراته. وتجديده الآمال بالغرور، بطول البقاء والصحة فيه....).
وذكر البحراني في شرحه أّن الإمام (عليه السلام): (راعى في القرينتين الأوليتين السجع المتوازي. وفي المتوسطتين السجع المطرف، وفي الأخيرتين السجع المتوازي)([2]).
والسجع هـو: نطق بكلام، له فواصل، كقوافي الشعر، من غير وزن. وهو الكلام المقفى ولم يكن السجع هنا، متكلفا، بل جاء على السليقة العربية بحكم البديهة.
 ولعل المعنى المستفاد من هـذه الحكمة هو: التذكير بأفعال الدهر، وذكر جملة من صفاته.
وفيما يخص الرواية، فإن روايتي العيون ورواية شرح الغرر الأولى، روايتان أحاديتان، وبما أن اغلب الشروح روت مطابقة لما هو في المتن، لذا استبعدت هاتين الروايتين)([3]).

الهوامش:
([1]) وردت في العيون ص22: (... ويدني في المنية) بدلا من (يقرب)، ومثلها في شرح الغرر 2/145، وفي رواية أخرى لشرح الغرر 2/146: (الأمل يقرب المنية ويباعد الأمنية)، وفي المنهاج 3/ 281 إلى حد: (الأمنية). ورويت بلفظ المتن في: الدستور ص129، والترجمة 2/439، وشرح ابن أبي الحديد 18/218، وشرح البحراني 5/274، والمصباح ص594.
([2]) الأفصح (الأوليين) وليست (الأوليتين).
([3]))لمزيد من الاطلاع ينظر: شرح حكم الإمام علي وتحقيقها من شروح نهج البلاغة: للدكتور قاسم خلف مشاري السكيني، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص82-83.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.3486 Seconds