أخلاق الإمام علي عليه السلام قال: لَوْ لَمْ يَتَوَعَّدِ اللَّه عَلَى مَعْصِيَتِه، لَكَانَ يَجِبُ أن لّا يُعْصَى شُكْراً لِنِعَمِه.

سلسلة قصار الحكم

أخلاق الإمام علي عليه السلام قال: لَوْ لَمْ يَتَوَعَّدِ اللَّه عَلَى مَعْصِيَتِه، لَكَانَ يَجِبُ أن لّا يُعْصَى شُكْراً لِنِعَمِه.

308 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 08-06-2025

بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان

((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))

أما بعد
الدعوى إلى اجتناب المعاصي والابتعاد عن كل عمل لا يرضي الله سبحانه لدليلٍ عقلي يستوعبه عامة الناس ويدركه الكل ويوافق عليه الجميع وذلك من باب وجوب شكر المنعم.

فإذا عرفنا بالدليل الملموس والمشاهد المحسوس أن الله تعالى وهب العطايا والحياة وكل ما في الوجود للإنسان تفضلا منه وابتداء وقد من على الإنسان بنعم متعددة يعجز عن تعدادها الإنسان لأنها متجددة آناً فآناً وغير محصية لوفرتها، وعدم التعامل مع العباد بمقياس الكثرة والقلة.

عرفنا – لكل ما تقدم – أنه تعالى يستحق الشكر، وللشكر عدة مظاهر ومبرزات فقد يكون بالقول واللسان، وقد يكون بالفعل والتصرفات، وقد يكون بالكف عن المنهيات والمحرمات والابتعاد النهائي عنها بحيث لا يكون له اندفاع نحو ذلك مهما مست الحاجة أو دعت الضرورة المتوهمة فإذا تم ذلك من العبد كان ذلك مظهراً من مظاهر شكر الله تعالى.

هذا لو لم يصرح بالنهي ولم تأت الرسل مبلغين عنه تعالى تحريمه ونكيره فكيف والحال أنه تعالى صرح، وهم قد بلغوا، وقد عرف الجميع تلك الحقيقة ووعوها، حتى أن المتجاوز المتعدي لحدود الله تعالى يعرف أنه يعصي الله وأنه يخالفه وانه ... وأنه... مما يدينه ويجرمه، إذن بلغت المسألة حداً من الوضوح بحيث لا يصح لأحد الاعتذار بعدم المعرفة أو عدم وصول الخبر بل قد تبلغ الجميع وفهموا، فلو صدرت المعصية فالمؤاخذة والمعاقبة تكون رداً في محله وتأديباً لأهله وإيقافاً لتجاوز قد صدر من العارف بالشيء العالم به.
واعتقد أن هذا الطرح منه عليه السلام إنما هو مستوى من مستويات النصح والإرشاد: بأن على الإنسان أن ينزجر ويكف عن عمل المعاصي لأنها مبغوضة على كل حال ولا يناسب صدورها من الإنسان على الاحتمالات كافة فلا عذر لمعتذر بعدها ([1]).

الهوامش:
([1]) لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ط8، ص 325-326.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.3198 Seconds