أخلاق الإمام علي عليه السلام قال: لَيْسَ بَلَدٌ بِأَحَقَّ بِكَ مِنْ بَلَدٍ خَيْرُ الْبِلَادِ مَا حَمَلَكَ

سلسلة قصار الحكم

أخلاق الإمام علي عليه السلام قال: لَيْسَ بَلَدٌ بِأَحَقَّ بِكَ مِنْ بَلَدٍ خَيْرُ الْبِلَادِ مَا حَمَلَكَ

285 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 24-06-2025

بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان

((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))

أما بعد
هذه الحكمة لها أثرها البالغ في تشجيع الأيدي العاملة والطاقات الشابة والقدرات المعطلة المهملة في بلادهم على السعي وراء العمل والكفاح في الحياة بما يوفر فرصة عمل توفر لقمة العيش الكريم وتهيئ مجالاً للتوسع والترقي ورفع المستوى المعاشي، الاقتصادي، الاجتماعي، وتحسين الوضع العائلي بما يجعله مرفها على نفسه وعلى عياله ليمكنهم من العيش الرغيد أو الذي يبلغ الحاجة أو يسدها فقد يواجه البعض ممن يرغب بالهجرة للعمل بمعارضة ومقاومة على أساس أن البلد أحوج ما تكون إلى أبنائها وليس من الوفاء أن تربي ويستفيد غيرها و... و... مما يردده البعض من المنظرين الذين لا يحسون بالآم الاخرين ولا يواجهون ما يجعلهم يفكرون فيما هو أصلح وأنفع وأقوم لحياة مجاميع كثيرة من الناس ممن تشكو العوز والفقر والحاجة مع إمكان أن تعمل شيئاً لتكون الفائدة مزدوجة لهم ولغيرهم.

وقد عالج الإمام عليه السلام ذلك بأن: على الإنسان أن يبحث عن فرصة للعمل ومجال الإبداع ولو في بلد آخر غير بلده ولكن – طبعاً – مع الحفاظ على انتمائه وهويته ووطنيته لأن ذلك مما يجب أن لا يتناساه أحد، فيمكن الجمع بين الوجهتين بأن يعمل في بلد آخر لو لم يمكنه ذلك ولكنه يبقى وفياً لبلده بطاقاته، بخبراته، باستثمار أمواله، بمشاريعه الإنمائية سواء المستثمرة أو الخيرية... مما يبقي الصلة ويقوي الروابط ولا يجعل الإنسان يشعر بعمق الغربة والوحشة في داخل نفسه، بل يكون متجاوباً مع الحياة، لم يستسلم للأمر الواقع الذي واجهه في بلده بل تماشى معه وبذل جهداً ولم يفلح حتى بلغ به الأمر إلى الاغتراب من اجل العمل والعيش بكرامة لئلا تموت أو تستغل جهوده، أفكاره، طاقاته... للأعداء ولو المبرقعين الذين لا يظهرون بشكلهم غير المحبب بل بمظهر الود والانكسار على الطاقات المهدورة لكنها تستغل ذلك في سبيل أغراض غير إنسانية وغير شريفة فتكون عندها الخسارة مؤلمة جداً لأننا فقدنا شبابنا وفقدنا طاقاتهم، وتكون الواقعة شديدة للسبب ذاته المزدوج مما يحتم أن نفتح المجال ولا نعرقل مشاريعهم للمستقبل وتخطيطهم للحياة بما يعمرها وبما ينعشهم ويجعلهم ينعمون كأناس لهم آمالهم وتطلعاتهم.
فلابد من استيعاب الحكمة جيداً للمساعدة في تقليل البطالة في العالم والمشاركة في تحريك عدد من البلدان المحتاجة إلى الأعمار أو التقنيات الخدمية في شؤون الحياة مما يحتاج فيها إلى عنصر الإنسان المفكرة المخطط، المهندس، العامل، المراقب...، وبذلك ننعش القلوب ونحقق الآمال...
ويمكننا أن نستشف من هذه الحكمة أنه عليه السلام قد سبق القائلين بالنظرية الأممية التي كان يروج لها، إلا أنه عليه السلام بالشكل المتوازن الباقي ما بقيت الدنيا لأنه قائم على الالتزام بتعاليم الشريعة الإسلامية لا تأسيس خط آخر مقابل خط الشريعة فلذا استمر هذه ودحر ذاك والحمد لله ([1]).

الهوامش:
([1]) لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ط8، ص 327-329.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.6931 Seconds