أخلاق الإمام علي عليه السلام قال: مَنْ أَحَدَّ سِنَانَ الْغَضَبِ لله قَوِيَ عَلَى قَتْلِ أَشِدَّاءِ الْبَاطِلِ

سلسلة قصار الحكم

أخلاق الإمام علي عليه السلام قال: مَنْ أَحَدَّ سِنَانَ الْغَضَبِ لله قَوِيَ عَلَى قَتْلِ أَشِدَّاءِ الْبَاطِلِ

11 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 16-12-2025

بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان

((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))
أما بعد
الدعوة إلى أن ينتصر الإنسان المسلم لله تعالى ولدينه ولا يخشى شيئاً ولا يخاف أحداً فانه إنْ قويت عزيمته وصدقت نيته في ذلك أمكنه الوصول إلى ما يصعب على غيره الوصول إليه لأنَّ المهم أن يحدَّ سيفه غضباً لله تعالى لا لنفسه أو لأحد بحيث لا تكون بينه وبين المقابل أية عداوة أو حزازة أو ثار، وإذا لم يكن شيء من ذلك فلا يتوجه نحوه بذلك الدافع بل بدافع أقوى وعزيمة أصلب وهو أن يثأر لدين الله تعالى وينتصر له عز وجل.

وعليه، فأنه يتغلب حتى على الأقوياء الأبطال لأنه مزود بطاقةٍ خارقةٍ خاصةٍ يتزود بها من كان فدائياً لدين الله سبحانه. ومعلوم أن  الإنسان يواجه في حياته اليومية  الكثير من حالات التمرد والعصيان وإعلان المعارضة القوية لأحكام الله تعالى وشرعه مما يثير حفيظة المؤمن فيكون بين أمرين إما أن يتكلم بكلمة الحق لحساب الحق وبدافع إيماني، واما أن يسكت فيكون خاذلاً عاصياً خانعاً ضعيفاً، فإذا ما عرف المؤمن أنه موعده بالنصر والغلبة ما دام قصده وهدفه نبيل ولم تتدخل الحسابات الشخصية في الأثناء فإنه يندفع نحو الهدف بكل حماس وثبات ومعنوية عالية لينجز واجبه الشرعي فإما أن ينصحه أو يواجهه مواجهة أخرى وقد حددت – المواجهة – بشروط معينة لا يستطيع أحد تجاوزها، وإلا لأصبح عاصياً – هو – أيضا وتفاقمت المشكلة.
فإنْ الحاجة تكاد تكون معدومة إلى المندفعين من دون ما تعقل بينما إنا نحتاج المتوازنين الذين يتحسبون للعواقب ويدرسون ويخططون ليضمنوا النجاح المثمر.

فليس من المقبول – دائماً – المواجهة المسلحة أو اللا أخلاقية بل على الإنسان أن يبدأ أولاً فإذا ما استعصت الأمور فيلجأ إلى الحال الثاني وهكذا يتسلسل لئلا يعطي انطباعاً غير صحيح عن الدين وأهله بما يجعل البعض ينظر وكأن أهل الدين متعصبون مستميتون يحملون روحاً عدوانية ضد الغير وغير مستعدين للمفاهمة بل لغة الخطاب بينهم ومنهم المقاتلة...، أن هذا خاطئ، ربما يمارسه بعض المتدينين، فعلى المؤمن أن يدرس الحالة جيداً ثم يقدم ليرى كيف نصر الله تعالى له وتأييده لدينه إذا ما كان الانتصار والحمية له سبحانه ([1]).

الهوامش:
([1]) لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ط8، ص 353-354.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.3096 Seconds