من أخبار الإمام علي عليه السلام في كتاب المصنف لابن أبي شيبة الكوفي 9- محبة الرسول (صلى الله عليه وآله) واقتداء الإمام علي (عليه السلام) به.

1K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 15-01-2024

بقلم: الدكتور محمد سعدون عبيد العكيلي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين.

أما بعد:
روى الكوفي([1]) فقال: (... حدثني هبيرة بن يريم عن علي قال: أهدي إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) حلة مسيرة بحرير، أما سداها حرير أو لحمتها، فأرسل بها إلي، فأتيته فقلت: ما أصنع بها، ألبسها؟ فقال: لا، إني لما أرضى لك ما أكره لنفسي). ويختلف الصنعاني([2]) مع الكوفي في ذكره للرواية بالسند والنص فيقول: (... عن الحارث عن علي قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي! إني أحب لك ما أحب لنفسي، وأكره لك ما أكره لنفسي، لا تلبس القسي). وأيضاً يختلف أحمد بن حنبل([3]) بذكره للرواية مع الكوفي بالسند وزيادة على آخر الرواية في نصها فيقول: (... عن هبيرة عن علي رضي الله عنه ان النبي (صلى الله عليه  وآله) أهديت له حلة من حرير فكسانيها قال علي رضي الله عنه فخرجت فيها، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) لست أرضى لك ما أكره لنفسي قال فأمرني فشققتها بين نسائي خمرا بين فاطمة وعمته). وأيضاً اختلف ابن عبد البر([4]) حيث روى بسنده فقال: (عن علي بن أبي طالب قال أهدى أمير (أذرعات)([5]) إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) حلة مسيرة بحرير إما سداها وإما لحمتها فبعث بها إلي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقلت ما أصنع بها ألبسها؟ فقال إني لا أرضى لك ما أكره لنفسي فاجعلها خمرا بين الفواطم فشققت منها أربعة أخمرة خمارا لفاطمة بنت أسد بن هاشم وهي أم علي وخمارا لفاطمة ابنة محمد (صلى الله عليه وآله) وخمارا لفاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب قال يزيد بن أبي زياد وذكر فاطمة أخرى فنسيت).)([6]).

الهوامش:
([1]) المصنف، ج7، ص498.
([2]) أبو بكر عبد الرزاق بن همام (ت 211هـ)، المصنف، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، د- ط، منشورات المجلس العلمي، (د- م)، (د- ت)، ج2، ص144.
([3]) مسند أحمد بن حنبل، ج1، ص137؛ أبو يعلى الموصلي، مسند أبي يعلى، ج1، ص270.
([4]) أبو عمر يوسف بن عبد الله (ت 463هـ)، التمهيد، تحقيق: مصطفى بن أحمد العلوي، محمد عبد الكبير  البكري، د- ط، وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية، (المغرب - 1387هـ)، ج14، ص250- ص251.
([5]) أذرِعات: بلد في أطراف الشام يجاور أرض البلقاء وعمّان وقيل: مدينة بالبلقاء، الحموي، معجم البلدان،  ج1، ص130.
([6]) لمزيد من الاطلاع ينظر: أخبار الإمام علي بن ابي طالب في كتاب المصنف لابن ابي شيبة الكوفي: تأليف محمد سعدون عبيد العكيلي، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص 129-130.