الأخلاق من نهج البلاغة: المال ومتسع شؤونه

سلسلة قصار الحكم

الأخلاق من نهج البلاغة: المال ومتسع شؤونه

259 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 09-11-2024

بقلم: الشيخ محسن المعلم

((الحمد لله كما هو أهله، والصلاة والسلام على هداة الخلق إلى الحق، محمد وآله الطاهرين))

وبعد:
1- الله هو الغني والعبد هو المبتلى:
«وَأَنْفِقُوا أَمْوَالَكُمْ،... وَلاَ تَبْخَلُوا بِهَا عَنْهَا،... وَقَالَ اللهُ تَعَالَى: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ}،...، وَلَمْ يَسْتَقْرِضْكُمْ مِنْ قُلٍّ،... وَاسْتَقْرَضَكُمْ {وَلَهُ خَزَائِنُ السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}، وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنْ يَبْلُوَكُم أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً»([1]).

ومن كلام له في هذا المجال ما قاله عليه السلام:
«لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ الْفِتْنَةِ، لاََِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ إِلاَّ وَهُوَ مُشْتَمِلٌ عَلَى فِتْنَةٍ، وَلكِنْ مَنِ اسْتَعَاذَ فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ مُضِلاَّتِ الْفِتَنِ، فَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ يَقُولُ: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ}، وَمَعْنَى ذلِكَ أَنَّهُ يَخْتَبِرُهُمْ بِالْأَمْوَالِ وَالْأَوْلاَدِ لِيَتَبَيَّنَ السَّاخِط لِرِزْقِهِ وَالرَّاضِي بِقِسْمِهِ، وإِنْ كَانَ سُبْحَانَهُ أَعْلَمَ بِهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَلكِن لِتَظْهَرَ الْأَفْعَالُ الَّتي بِهَا يُسْتَحَقُّ الثَّوَابُ وَالْعِقَابُ، لاََِنَّ بَعْضَهُمْ يُحِبُّ الذُّكُورَ وَيَكْرَهُ الْإِِنَاثَ، وَبَعْضَهُمْ يُحِبُّ تَثْمِيرَ المَالِ وَيَكْرَهُ انْثِلاَمَ الحَالِ»([2]).
وكان خطابه عليه السلام دائراً بين الأجسام والأموال، اقتطعنا منه موطن حديثنا وقد أدمج قوله في خطابه مع نص الله في كتابه، مقررًا بذلك حقيقة وقاعدة فالمال ملك من وهبه وأعطاه وهو الغني المطلق، والعبد فقير مطلق مُلّك فملك والمالك المعطي-وهو في غناه- يستقرض عبده ما أعطاه مختبراً شكره لما أنعم عليه به ليبلو خلقه وقد كان به عليماً خبيراً([3]).

الهوامش:
([1]) خ 138 /267-268.
([2]) م 93 /483-484.
([3]) لمزيد من الاطلاع ينظر: الأخلاق من نهج البلاغة: الشيخ محسن علي المعلم، العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة، ط1، ص165.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2750 Seconds