بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان
((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))
أما بعد
الدعوة إلى عدم التفريط بالذي يثق به الإنسان من الإخوان والأصدقاء والمعارف وأن لا يخسر من وثق به منهم، لمجرد ظنون سوءٍ، واحتمالات مقابلة بمثلها؛ فإنه كما يسيء أحد ظنه بغيره، ويحتمل في حقه أمراً سلبياً، فلغيره أن يسيء ظنه به، فلابد من عدم التسرع للجفاء، أو إنهاء العلاقة بأدنى سبب، لأن المفروض كونها علاقة متينة، فلابد من عدم التفريط بها لسوء ظنٍ، بل على الإنسان أن يدقق كثيراً في أحكامه، فلا يطلق القول كما يحلو له، وإلا كان مجحفاً بحق غيره، متجاوزاً عليه، غير منصف معه، وهذا مالا يرضاه أحد لنفسه، فكيف يعامل به غيره، بل يلزم التريث في اتخاذ قرار مهم كهذا؛ لئلا تكثر الأحكام الجائرة، أو المرتجلة الصادرة حال الانزعاج النفسي، أو عدم الانسجام مع الآخر، فيجوز الإنسان، ويتجاوز العدل والمعروف والحكمة في تصرفاته، ويندم، وقد لا ينفعه ندمه، فتفوته فرصة الإصلاح، وتهدئة النفوس؛ بعدما تسبب في كسر النفوس وهدم الأركان المشيدة بين الأصدقاء والمعارف، مما يعني خسارة ليس من السهل تعويضها ([1]).
الهوامش:
([1]) لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ط8، ص 329-330.