أخلاق الإمام علي عليه السلام قال: مَاءُ وَجْهِكَ جَامِدٌ يُقْطِرُه السُّؤَالُ فَانْظُرْ عِنْدَ مَنْ تُقْطِرُه

سلسلة قصار الحكم

أخلاق الإمام علي عليه السلام قال: مَاءُ وَجْهِكَ جَامِدٌ يُقْطِرُه السُّؤَالُ فَانْظُرْ عِنْدَ مَنْ تُقْطِرُه

1K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 26-07-2025

بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان

((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))

أما بعد
وصف دقيق ولطيف يستوعبه كل أحد بعدما يتأمل فيه ويترك لنفسه لحظة تفكير ليعرف أن الذل له عدة محاور يتوصل منها إلى الإنسان فمنها السؤال وطلب الحاجة مهما كان شأنهما وأهميتها وحجمها ومهما كان المطلوب منه، ومهما كانت الظروف الملجئة فإن النتيجة واحدة والحال واحد وهو تقديم ماء الوجه وما يعطيه من معنى كنائي عن العزة والكرامة، ومعنى تقريبي عن تحصن الإنسان بذلك عن أن يقتحمه أحد باستمنان أو استعراض مواقف معينة ليتميز من خلالها عليه، كل ذلك يقدمه بنفسه إزاء الحصول على مطلب ومرام مؤقت فلابد من أن يوازن الإنسان في ما يربحه من ذلك المطلب والمرام ا لمؤقت وما يحققه من مكاسب هل تستحق التضحية والتنازل عن الثوابت الشخصية أو لا، فيفضل الحرمان من تحقق المطلب والانتظار لوقت آخر من أجل الاحتفاظ بالمعاني السامية التي ترفده وتعينه في مواقع كثيرة في الحياة العلمية.
وإلّا لوصف بأنه (وصولي) يهدف لمصلحته ولو على حساب كرامته ويريد التوصل بشتى الطرق والوسائل، وهذا ما يحلق به العار.

وهناك – طبعا – في الضفة الأخرى البعض ممن يتعشقون الكرامة ويأنفون للعزة فيحيون ما حييت ويموتون من أجلها، فلا يبذلون ولا يقطرون ماء الوجه إلا عند من يستحق ذلك وهم قليل بل الأقل وهذا هو السمو الروحي والشعور بالكرامة الذي يريده الإمام عليه السلام لئلا يخلو الإنسان من كل شيء حتى هذا التسامي والاعتزاز إذ – بعد ذلك – يسهل عليه كل شيء حتى دينه وعرضه ([1]).

الهوامش:
([1]) لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ط8، ص 331-332.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.1145 Seconds