بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان
((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))
أما بعد
من الجميل جداً في الحياة حالة الصدق وعدم إبطان السوء، والمصارحة بالواقع إذا كان مناسباً بحسب الزمان والمكان وجميع الأحوال الأخر المطلوب مراعاتها، أما إذا أعلن شيئاً وهو منطوٍ ومضمر لغيره فحتماً سينكشف أمره بلا نقاش وإن حاول إخفاءه مدة معينة إلا أنه سيتضح الحال لكل أحد من دون ما مماراة.
فالدعوة إلى أن يحسن الإنسان ما يضمره وما ينعقد عليه قلبه حتى إذا انكشف لا يخجله ولا يوقعه في ورطات ومشكلات جانبية؛ إذ من المؤكد أن الإنسان قد يمكنه التحكم في السيطرة على بعض أعضائه بسهولة إلا انه قد يفقد السيطرة على لسانه ومعالمه الخارجية والآثار المرتسمة عليها كالحمرة أو الصفرة أو التلعثم أو الاندهاش أو علامة الاستغراب أو الخوف وما إلى ذلك بحيث يستطيع المقابل قراءة أفكاره من خلال ما ظهر على شاشة الوجه فإنها تعرض ما يظهر امامها من داخل النفس.
ولاشك أن العاقل لا يرضى لنفسه الافتضاح أو مجرد علم الآخرين بحاله الذي لا يود انكشافه لكل أحد فلا حيلة لديه إلا أن يفكر بالخير ويتعامل مع الآخرين في نفسه بإيجابية وانفتاح من دون ما لف ودوران لأنه حتما سيعرف زيفه من واقعه ومعدنه فإذا ما أعلن هو فسيهون الأمر ولا يكون مفتضحاً بالشكل المزري الذي لا يتمناه أحد، أما إذا اكتشف من قبل الآخرين فتكون النتيجة في غير صالحه حتماً.
وهذه الحكمة يؤخذ بها في كافة ميادين الحياة وفي مختلف المراحل العمرية للإنسان ولا تختص بميدان دون آخر أو مرحلة دون أخرى فالصغير والكبير، والمرأة والرجل يتساويان في لزوم ذلك التحفظ([1]).
الهوامش:
([1]) لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ط8، ص 336-337.
