أخلاق الإمام علي عليه السلام قال: مُقَارَبَةُ النَّاسِ فِي أَخْلَاقِهِمْ أَمْنٌ مِنْ غَوَائِلِهِمْ

سلسلة قصار الحكم

أخلاق الإمام علي عليه السلام قال: مُقَارَبَةُ النَّاسِ فِي أَخْلَاقِهِمْ أَمْنٌ مِنْ غَوَائِلِهِمْ

812 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 17-11-2025

بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان

((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))

أما بعد

الدعوة إلى التعايش السلمي، وعدم المواجهة مع الآخرين مهما أمكن،  وعدم المعاكسة في الطبائع وأمثالها مالم يتعارض مع بعض الثوابت الشرعية أو العرفية الاجتماعية وما عدا ذلك يلزم الإنسان أن يدنو من المجتمع بما يجعله أحد أفراده وغير بعيد عنهم فلا يستفرد به ولا يعتدى عليه ولا يغبن حقه ولا يظلم ولا يشطب من قائمة الأفراد الاعتياديين لأن لمؤشرات الناس أثراً يهتم به العقلاء بما أن الفرد واحد والناس جماعة فلو انعزل ولم يدنو منهم فلا يضرهم ذلك إلا قليلا بينما إذا انعزلوا عنه  وقاطعوه أو اجتمعوا على عدم مخالطته أو اتفقوا في حكم معين عليه فسيضره ذلك ولو من الناحية الاجتماعية التي هي المنفذ الوحيد له على العالم الأوسع، إذ لا يمكن التخلي بسهولة عن أحكام الناس ولا يستغنى عنهم لأتفه الأسباب بل لابد من المداراة والمداناة بما لا يحرم حلالاً ولا يحل حراماً ليستفيد من خيرهم أو ليستكفي شرهم.

وهذه الحكمة نصيحة ناصح مشفق قد جرب الحياة وأهلها وخبرهم جيدا حتى عرف أن الإنسان مهما بلغ لا يستغني عن الواصلة والاجتماع واللقاء ولكن بحدود اللياقات العامة، واما لو زهد في هذه النصيحة أحد فلا يلومن بعد ذلك إلا نفسه، بل ويؤشر رفضه وعدم قبلوه عن عدم نضجه بل وانعدام خبرته في الحياة ([1]).

الهوامش:
([1]) لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ط8، ص 345-346.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.1168 Seconds