من ألفاظ الحياة الاجتماعية في نهج البلاغة الرّحل والظّعن وأدواتها الدلالة على الهَوَادج التي تحملها الإبل: قال عليه السلام: ((رُوَيْداً يُسْفِرُ الظَّلاَمُ، كَأنْ قَدْ وَرَدَتِ الاْظْعَانُ))

أثر نهج البلاغة في اللغة والادب

من ألفاظ الحياة الاجتماعية في نهج البلاغة الرّحل والظّعن وأدواتها الدلالة على الهَوَادج التي تحملها الإبل: قال عليه السلام: ((رُوَيْداً يُسْفِرُ الظَّلاَمُ، كَأنْ قَدْ وَرَدَتِ الاْظْعَانُ))

480 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 23-11-2025

بقلم: د. حسام عدنان الياسري.

الحمد لله الذي علا بحوله، ودنا بطوله، مانع كل غنيمة وفضل، وكاشف عظيمة وأزل، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الاطهار.

وبعد:
وقد استعمل الإمام هذه الدلالة في وصيته للإمام الحسن (عليه السلام) في سياق الحديث عن سفر الناس إلى الآخرة، إذ يقول: ((رُوَيْداً يُسْفِرُ([1]) الظَّلاَمُ، كَأنْ قَدْ وَرَدَتِ الاْظْعَانُ، يُوشِكُ مَنْ أَسْرَعَ أنْ يَلْحَقَ...))([2]) يذكر الإمام - في قوله هذا - أن الناس في سفر إلى الآخرة، وأنهم في طريقٍ مظلمة يسيرون الليل والنهار إلى مستقرهم، حتى ترد أظعانهم إلى مواطنها. هذهِ إشارة منه إلى أن الحياة الدنيا ما هي إلاّ طريق الحياة الآخر الدائمة. ولهذا وظف الإمام (عليه السلام) مفردة (الأظْعَان) التي تدل على الإبل التي تحمل عليها الهوادج التي تكو فيها النساء في هذا السياق للدلالة على المعنى المتقدم فإن لفضة (أَظْعَان) تمثل علامة ورمزاً لهذا السفر، فكأن أهل الدنيا كالركب المرتحل من ظعنه إلى مقامه ومستقره. وفي كلامه مجاز مرسل علاقته المحلية، فإنّه ذكر المحل، وأراد به الحال. والمعنى: أنا مسافرون وكأن قد وردت الأظعان إلى مناهلها، وقدمت إلى منازلها وانقطعت أسفارها بعد وصولها([3]). ولهذا ذكر الإمام بعد قوله المتقدم أنه: ((يُوْشِكُ من أَسْرَعَ أنْ يَلْحَقَ...)) كأنه يشير إلى أننا لاحقون بمن سبقنا إلى الموت، والى الوفود على الله تبارك وتعالى.)([4]).

الهوامش:
([1]) السَّفر الكشف. ينظر: تهذيب اللغة (سفر): 12/278.
([2]) نهج البلاغة: ك/ 31: 507.
([3]) ينظر: الديباج الوضي: 5/2329.
([4]) لمزيد من الاطلاع ينظر: ألفاظ الحياة الاجتماعية في نهج البلاغة: للدكتور حسام عدنان رحيم الياسري، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص 152-153.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.0878 Seconds