من الفكر السياسي عند الإمام علي (عليه السلام): سياسة الدولة في الإسلام

مقالات وبحوث

من الفكر السياسي عند الإمام علي (عليه السلام): سياسة الدولة في الإسلام

4K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 07-12-2020

بقلم: د. جليل منصور العريَّض – الجامعة الأولى/ تونس

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وآله الطيبين الطاهرين.
أما بعد:
فإننا ومن خلال نظرة شاملة ومتعمقة لتصرفات النبي (صلى الله عليه وآله). ندرك انه قد كان بجانب تبليغه الدعوة يضع أسس الدولة التي ستحتضن الدين، ولم يكن ذلك التصرف منه اجتهاداً شخصياً، استناداً لقوله تعالى:

{وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}[1]، فالأمر السماوي في الآية الكريمة يشمل جميع التصرفات القولية والفعلية لا يفرق في التشريع بين العقائد والعبادات، لذلك فإننا نعتقد ان «جميع الآيات القرآنية الكريمة التي نزلت لتشريع حكم من الأحكام التي تتعلق بموضوع الدولة وشؤونها جاءت على أساس قيام دولة شرعية في المجتمع الإسلامي»[2] لكون الإسلام كلاً متكاملاً لا يمكن تجزئته بين عمل دنيوي وآخر اخروي للترابط الوثيق بينهما، فالدين «هو الحياة باسرها وهو روحها الناطقة الحية ومحركها الرئيسي وقوتها الدافعة وهو الفهم والشعور والوعي والفكر والنظر والادراك»[3]. فالرابط بين الدين والدولة في الإسلام ينطلق من منظور ان الحياة بالنسبة للمسلم، مسلك يعبره من خلال معاملاته وعلاقاته الإنسانية، ليصل إلى النعيم المقيم الدائم في الآخرة، لأن «مقصود الشارع بالناس صلاح آخرتهم، فوجب بمقتضى الشرائع حمل الكافة على الأحكام الشرعية في أحوال دنياهم واخرتهم»[4] وبسبب الترابط التلازمي بين الدين والدولة، نجد أن سياسة الدولة في الإسلام مرتبطة ارتباطاً تتابعياً، يكون الدين قائداً والسياسة مقودة، ويمكن ملاحظة ذلك من تتبعنا لتكوين الدولة في الإسلام[5].

يتبع لاحقا..

الهوامش:
[1] الحشر /7.
[2] عبد الرزاق الفضلي: الدولة الإسلامية ص 12.
[3]      أبو الأعلى المودودي: الحكومة الإسلامية ص 13.
[4] ابن خلدون المقدمة ص 238.
[5] لمزيد من الاطلاع ينظر: فكر الإمام علي عليه السلام كما يبدو في نهج البلاغة: للدكتور خليل منصور العريّض، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص135 – 136.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2366 Seconds