اتخذت الدراسة في هذا الكتاب من المنهج الأسلوبي ميداناً لمعالجاتها؛ لما يحمل من صفة علمية تجعل من النتائج التي يُتوصَّل إليها أحكاماً متصفة بالموضوعية والعلمية .
ومن هنا انطلق البحث في دراسته لرسالة الإمام علي (عليه السلام) من خلال سبر أغوارها، وتشريح نصوصها، وفكّ رموزها، ومن ثمَّ تأشير البنيات الأسلوبية ذات الهيمنة على بنيات الخطاب الأخرى .
وقد اقتضت طبيعة المادة أن يُقسَّم البحث على ثلاثة مباحثٍ يتقدَّمها تمهيد، وتلحقها خاتمة، أُشرت فيها أهم النتائج التي توصَّل إليها البحث .
وقد تناول الباحث في التمهيد موجزاً تعريفياً بالمنهج الأسلوبي، وكذلك أورد فيه ترجمة موجزة عن المؤلف مع نصِّ الكتاب (مدونة البحث)، ثمَّ درس في المبحث الأول الظواهر الصوتية واختار منها: السجع والتوازي، والمبحث الثاني تناول فيه الظواهر التركيبة واختار منها: التقديم والتأخير، والحذف، والاستفهام، والتوكيد، والالتفات، ثمَّ المبحث الثالث وتعرض فيه إلى الجوانب الدلالية من تشبيه واستعارة وكناية. وقد استنار البحث بمصادر ومراجع متنوعة قديمة وحديثة.