من مرويات الإمام علي (عليه السلام) في لسان العرب قوله (عليه السلام): ((تَنَأْنَأْتَ وتَراخَيْتَ، فَكَيْفَ رأَيتَ صُنْعَ الله))

أثر نهج البلاغة في اللغة والادب

من مرويات الإمام علي (عليه السلام) في لسان العرب قوله (عليه السلام): ((تَنَأْنَأْتَ وتَراخَيْتَ، فَكَيْفَ رأَيتَ صُنْعَ الله))

16 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 05-02-2025

بقلم: د. سعيد عكاب عبد العالي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من اصطُفي من الخلق، وانتُجب من الورى، محمد وآله أُلي الفضل والنُّهى.

وبعد:
وممَّا جاءَ في المَرويَّات دَالًّا عليه، قولُ ابنِ مَنظُور في بيانِ مَعنَى(نأنأ): «ومِن ذَلِكَ قَوْلُ عَلِيٍّ، [عليه السلام] لسليمانَ بْنِ صُرَدٍ، وكَانَ قَدْ تَخَلَّفَ عَنْهُ يَوْمَ الجَمَلِ ثُمَّ أَتاهُ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ، [عليه السلام]: تَنَأْنَأْتَ وتَراخَيْتَ، فَكَيْفَ رأَيتَ صُنْعَ الله؟ قَوْلُهُ: تَنَأْنَأْتَ يُرِيدُ ضَعُفْتَ واسْتَرْخَيْتَ»([1]).
وردَتْ في الحديثِ جُملةُ استِفهامٍ، ولم يَكنِ الاستِفهامُ فيها حَقيقيًّا، بلْ خَرجَ إلى مَعنى التَّأنيبِ، وهَو اللَّومُ والعِتابُ؛ لأنَّ الكَلامَ المُوجَّه لسلَيمانَ كانَ الغَرضُ مِنه العِتاب واللَّوم؛ لتخلُّفِهِ عَن واقعةِ الجَملِ آنذاك؛ فدلَّ السِّياقُ على مَعنى الاستِفهامِ المَذكُورِ. وقَد سَبقَ بيَانُ مَعنْى الحَديثِ في هَذا البَحثِ([2]).
 التَّعجُّب هو «استعظامُ فعل فاعلٍ ظاهر المزيَّة فيه، وقيل: إنَّ التَّعجُّب يكون ممَّا يظهرُ معناه، ويخفى سببه»([3])، ويُدَلُّ عليه بصيغ مختلفة، منها الاستفهامُ، ويَأتي في المقامَاتِ الَّتي تَكونُ فِيها أمورٌ مُخالفةٌ للمَعهودِ، وممَّا جاءَ في المَرويَّاتِ دَالًّا علَى ذَلكَ)([4]).

الهوامش:
([1])   لسان العرب(نأنأ): 1/161.
([2])   ينظر: المبحث الأوّل من هذا الفصل: 104.
([3])   اللمحة في شرح الملحة: 1/503.
([4]) لمزيد من الاطلاع ينظر: مرويات الامام علي عليه السلام في لسان العرب: سعيد عكاب عبد العالي، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص 145..

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.3199 Seconds