القصدية في زيارة فاطمة (عليها السلام) للنبي (صلى الله عليه وآله) وهي في قبرها

آل علي عليهم السلام

القصدية في زيارة فاطمة (عليها السلام) للنبي (صلى الله عليه وآله) وهي في قبرها

5K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 31-12-2020

بقلم: السيد نبيل الحسني الكربلائي

(الحمد لله على ما أنعم، وله الشكر بما ألهم، والثناء بما قدم، من عموم نعمٍ أبتدأها، وسبوغ آلاء أسداها) وصلواته التامات الزاكيات على حبيبه وعبده ورسوله أبي القاسم محمد وعلى أهل بيته «أساس الدين وعماد اليقين»([1]).
وبعد:
قال أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) في خطابه لرسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد أن وارى فاطمة (عليها السلام) الثرى:
«السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله عَنِّي والسَّلَامُ عَلَيْكَ عَنِ ابْنَتِكَ، وَحَبِيبَتكَ، وَقُرَّةُ عَيْنِكَ، وَزَائِرَتُكَ»([2]).
ينقلنا النص الشريف من بيان معنى السلام على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ودلالته المرتكزة على طلب الاستئذان من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الدخول إلى الروضة الفردوسية التي حل فيها، وانحصار أخذ الإذن في الدخول بشخص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) -كما مر بيانه سابقاً– ينقلنا النص إلى إثبات هذه الدلالة مرة أخرى وذلك من قول منتج النص (عليه الصلاة والسلام) «وزائرتك»:
ولا يخفى على أهل العلم والمعرفة إن الزائر يحتاج إلى حصول الإذن في الدخول، ومن دخل إلى مكان ما، أو على شخص ما من دون اذنه، يكون دخوله مخالفاً للشريعة والآداب والأعراف؛ فضلاً عن كونه غير مرحبٍ به.
أما لو حدث هذا في عالمنا اليوم، أو في غيره من القرون السابقة، أو اللاحقة لا سيما الدخول على الملوك أو الحكام أو الخلفاء أو الأمراء أو الوزراء أو غيرهم لكان أمر الدخول ينقلب على الداخل وبالاً وهلاكاً.
وعليه:
أراد عليه (الصلاة والسلام) بيان هذه الحقيقة: أن فاطمة (عليها السلام) جاءت زائرة إلى سيد الخلائق، وحبيب جبار السماوات والأرض، ومن ثم فالمكان يعج بالآلاف من الملائكة الشداد، الذين وقفوا عند باب الروضة النبوية ويتشرفون بخدمة صاحبها (صلى الله عليه وآله)، فأي مخلوق يريد الدخول الى حضرته المقدسة وهو غير مصرح له بالدخول من وصيه وخليفته ووزيره الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) ستمنعه الملائكة من الدخول.
وذلك أنَّ السياق الدلالي للألفاظ في قوله (عليه الصلاة والسلام):
«السلام عليك يا رسول الله، والسلام عليك عن ابنتك وحبيبتك وقرة عينك وزائرتك».
ينص على هذه الحقيقة التي مرّ ذكرها آنفاً([3]).

الهوامش:
([1]) المصدر السابق: ص432.
[2] الكافي للكليني : ج1 ص459.
[3] لمزيد من الاطلاع، ينظر: فاطمة في نهج البلاغة تأليف السيد نبل الحسني: ج1، ص178-179، ط دار الكفيل، العتبة العباسية المقدسة.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2741 Seconds