بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان
((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))
أما بعد:
قال أمير المؤمنين عليه السلام ((تَذِلُّ الأُمُورُ لِلْمَقَادِيرِ حَتَّى يَكُونَ الْحَتْفُ فِي التَّدْبِيرِ)).
يحاول الإنسان أن يتحفظ على سلامته بمختلف الأساليب الواقية، وهو بهذا يتجاوب مع نداء غريزي يجده كل إنسان من نفسه للسيطرة على منافذ الخطر إليه، ولكن الإمام عليه السلام أراد أن ينبه إلى وجوب أن يعتقد الإنسان بأن الله تعالى بيده كل شيء فإذا أراد شيئًا لا يدفعه أي أسلوب وقائي دفاعي مهما كان متطورًا.
إذن فلابدّ من التسليم لتقدير الله تعالى والاعتراف بعظيم قدرته والإذعان بأنه النافع الضار وبأنه لا يصيبنا إلا ما كتب الله لنا. نعم من الأمور التي يأمر بها العقل هو إيجاد الوسائل الوقائية المناسبة لكن بشرط أن لا يأمنها الإنسان مطلقًا على أساسٍ من الانقياد لقوة السيطرة والتحكم فيها، بل يتعامل مع الموضوع على أساس أنه يفعل ما يناسبه كمخلوق ويعترف لخالقه تعالى بالقدرة. وأن ما اتخذه من إجراءات الأمن والحماية لا تقي دون أمر الله، بل إذا أراد الله تعالى أمرًا كانت نهاية الإنسان عن طريق ما أعدّه من وسائل وقائية لحمايته، كما هو مشاهد بأن يكون السلاح الذي أعدّه الإنسان لحمايته هو الذي يقـضي عليه، وكذلك الدواء أو غيره مما يتعامل معه الإنسان في حياته مما تكون نهايته فيه وإن دلّ هذا على شيء فإنما يدل على أن الله تعالى وحده القادر على حفظ حياة المخلوق دون سواه.[1].
الهوامش:
[1] لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ص 141 - 142.