كم أخرج الإمام الحسين من اخواته (عليهم السلام) إلى كربلاء؟

مقالات وبحوث

كم أخرج الإمام الحسين من اخواته (عليهم السلام) إلى كربلاء؟

4K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 08-09-2021

بقلم: السيد نبيل الحسني الكربلائي

الحمد لله ربِّ العالمين حمدًا كثيرًا كما يستحقُّه وكما هو أهله، والصلاة والسلام على خير خلقه محمَّد وآله الطاهرين...


تكشف النصوص التاريخية والسيرية التي تناولت مأساة الإسلام ورزيته في قتل ابن بنت رسول الله(صلى الله عليه واله) وسبي أخواته وبناته، أن عددهن أحدى عشر امرأة كلهن بنات أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام)، فيما لو كانت أم كلثوم التي تناولنا سيرتها في المقال السابق هي في الحقيقة امرأتين، الأولى اخته والثانية شقيقته، ليكون بذلك للإمام الحسين عليه السلام شيقتان، وهما أم كلثوم والعقيلة زينب(عليهما السلام)، أما بقية النساء فجميعهنَّ أخواته، وهنَّ على النحو الآتي:
2 ــ فاطمة بنت علي بن أبي طالب (عليهم السلام).
يعد أمر وجودها في ركب الإمام الحسين (عليهما السلام) أمراً قطعياً، وذلك لما نصت عليه كتب التاريخ والحديث.
أما كتب التاريخ فقد ذكرت ما جرى بينها وبين الرجل الشامي حينما أمر الطاغية يزيد (لعنه الله) بإدخالهم إلى قصره؛ فقد روى الطبري عن الحارث بن كعب عن فاطمة بنت علي (عليهما السلام) قالت:
(إنّ رجلا من أهل الشام أحمر قام إلى يزيد فقال: يا (أمير المؤمنين) هب لي هذه، يعنيني، وكنت جارية وضيئة، فأرعدت وفرقت وظننت أن ذلك جائز لهم، وأخذت بثياب أختي زينب.  قالت: وكانت أختي زينب أكبر مني وأعقل، وكانت تعلم أن ذلك لا يكون. فقالت:
«كذبت والله ولؤمت ما ذلك لك، ولا له».
فغضب يزيد فقال: كذبت والله، إن ذلك لي، ولو شئت أن أفعله لفعلت، قالت:
«كلا والله ما جعل الله ذلك لك إلا أن تخرج من ملتنا وتدين بغير ديننا».
قالت: فغضب يزيد واستطار ثم قال: إياي تستقبلين بهذا إنما خرج من الدين أبوك وأخوك، فقالت زينب:
«بدين الله ودين أبي ودين أخي وجدي اهتديت أنت وأبوك وجدك».
قال: كذبت يا عدوة الله قالت:
«أنت أمير مسلط تشتم ظالما وتقهر بسلطانك».
قالت: فو الله لكأنه استحيا فسكت)([1]).
فضلاً عن كونها متزوجة من أبي سعيد بن عقيل([2]) فولدت له: حميدة.
وقد روت عن أبيها فقال: قال أبي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
«من أعتق نسمة مسلمة أو مؤمنة وقى الله بكل عضو منها عضواً منه من النار»([3]).
ولقد أمدَّ الله في عمرها، فقال ابن حجر: توفيت سنة مائة وسبع عشر، وقد تجاوزت الثمانين([4]).
أما بقية بنات أمير المؤمنين الإمام علي(علهم السلام) اللاتي خرجنَّ الى كربلاء، وهنَّ: (رقية ، خديجة ، أم هانئ، رقية الصغرى، أم الحسن، رملة ، زينب الصغرى، زينب الكبرى عقيلة الطالبين وبنت فاطمة الزهراء، (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) ، فسنتناوله لاحقاً.

الهوامش:
([1]) تاريخ الطبري: ج4، ص353؛ الأمالي للصدوق: ص231.
([2]) البحار للمجلسي: ج42، ص94؛ المجدي في أنساب الطالبيين للعلوي: ص18؛ تهذيب التهذيب لابن حجر: ج12، ص393؛ تهذيب الكمال للمزي: ج35، ص261؛ الطبقات لابن سعد: ج8، ص466.
([3]) الطبقات لابن سعد: ج8، ص466.
([4]) تقريب التهذيب لابن حجر: ج2، ص654.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.3086 Seconds