من عوامل اصلاح الحاكم في عهد الإمام علي (عليه السلام) لمالك الأشتر (رضوان الله عليه): 3. أن يكون الحاكم ناصراً لله تعالى

مقالات وبحوث

من عوامل اصلاح الحاكم في عهد الإمام علي (عليه السلام) لمالك الأشتر (رضوان الله عليه): 3. أن يكون الحاكم ناصراً لله تعالى

3K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 01-02-2022

بقلم: د. عبد الزهرة جاسم الخفاجي

الحمد لله حمد الشاكرين، والشكر لله شكر الذاكرين، والصلاة وأتم التسليم على خاتم النبيين محمد وآله الطيبين الطاهرين، وبعد.
وبعد:
لقد ورد في العهد الشريف الذي كتبه الإمام علي عليه السلام لمالك الاشتر لما ولاه مصر جملة من العوامل التي تحدد صلاح الحاكم، ومنها ان يكون متقيا لله.
«وأن ينصر الله سبحانه بقلبه ويده ولسانه، فإنه جلّ أسمه قد تكفل بنصر من نصره وإعزاز من أعزه»[1]. يؤكد الإمام (عليه السلام) إنّ على الراعي أنْ (ينصر الله سبحانه بقلبه ويده ولسانه) فالقلب يحيا بذكر الله لقول الله تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾[2].
وأهمية القلب تكمن في كونه المتصرف في الإنسان ومنه يكتسب الاستقامة أو سواها فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «أَلا إِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغةً إِذَا صَلُحَتْ صَلُحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلَّهُ أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ»[3]. وقد تعهد الله تعالى نصْرِ من نَصَرَه في قوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾[4].
وهذا وعد من الله تعالى والله لا يخلف وعده. وقد بين الله تعالى صفات من يستحقون النصر؛ فقال: ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ* الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾[5].
وفي نصر الله تعالى صلاح الراعي كما جاء في قول الراغب:» والنصر من الله معونة الأنبياء والأولياء وصالحي العباد بما يؤدي إلى صلاحهم عاجلاً أو آجلاً وذلك تارة يكون من خارج بمنٍ يقيضه الله فيعيّنه وتارة من داخل بأن يقوي قلب الأنبياء أو الأولياء أو يلقي الرعب في قلوب الأعداء»[6]. [7].

الهوامش:
[1]  شرح نهج البلاغة،  17/30.
[2]  الرعد: 28.
[3]  البخاري، محمد بن اسماعيل (ت256هـ) صحيح البخاري، تحقيق: محمد زهير بن ناصر، دار طوق النجاة، ط1-1422هـ، كتاب الإيمان، ح 52، 1/20.
[4]  محمد: 7.
[5]  الحج : 40، 41.
[6]  اللحجي، عبد الله بن سعيد محمد (ت1410هـ) منتهى السؤل، جدة، دار المنهاج 4/442.
[7] لمزيد من الاطلاع ينظر: صلاح الراعي وإصلاح الرعية قراءة في عهد الإمام علي عليه السلام إلى مالك الأشتر رضوان الله عليه: للدكتور عبد الزهرة جاسم الخفاجي، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص56 – 58.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.3388 Seconds