نبذة عن الكتاب:
اشتملت الدراسة على أربعة فصول تتفرع الى مجموعة من المباحث والمسائل، وخاتمة بعدد من النتائج؛ فكان الفصل الأول: ينضوي على مصطلحات الدراسة ومناهلها المعرفية. وخصص الفصل الثاني: لدراسة معارضة حديث (لا نورِّث) للقرآن، عبر استقراء أقوال أعلام التفسير في تأويلهم لآيات الإرث بتأويلات عدّة، ترتكز بمعظمها على التمسك بحديث (لا نورِّث) وجعله الأصل في مبنى الحكم في توريث الأنبياء (عليهم السلام). وذلك منذ القرن الثالث الهجري وإلى وقتنا المعاصر ودراستها وبيان معارضتها للقرآن والسُنَّة وأنها تأويلات عليلة، بل وسقيمة لا تصلح لبناء الحكم، فكيف بالاحتجاج بها؟!. وخصص الفصل الثالث: لدراسة معارضة حديث (لا نورِّث) للسُنّة النبوية، عبر استقراء زمان صدور الحديث، وأوّل من قال به، أي حديث أبي بكر، ثم حديث عائشة، ثم حديث عمر بن الخطاب في محضر أهل الشورى، والعباس بن عبد المطلب، وأمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام)؛ ثم حديث أبي هريرة وجمع ألفاظ هذه الأحاديث وبيان التغليط والمعارضة في ألفاظ الحديث الواحد، فضلا عن بيان عِلَلِها وسَقَمِها ومعارضتها للقرآن والسُنَّة النبويّة. وخصص الفصل الرابع: لدراسة معارضة حديث (لا نورِّث) للغة، وذلك لبيان أن القراءة على الرفع عليلة وسقيمة ولا تستند الى مفهوم الحديث ومعناه ودلالته وسياقه ونسقه؛ وأنّ الشواهد التي استند إليها أعلام أهل السُنَّة والجماعة ترتكز على النسق العقدي في ازدراء مذهب آل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم. وقد تخللت هذه الفصول بيان تأثر أعلام أهل السُنَّة والجماعة بالأنساق الثقافية في إنكار هذه المعارضة، ومنذ أن شرع حملة العلم بالكتابة والتدوين في منتصف القرن الثاني للهجرة النبوية، فكانوا من مصاديق قول أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) ودلالاته، وهو يخاطب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «وسَتُنَبِّئُكَ ابْنَتُكَ بِتَضَافُرِ أُمَّتِكَ عَلَى هَضْمِهَا، فَأَحْفِهَا السُّؤَالَ واسْتَخْبِرْهَا الْحَالَ». وهو ما سعت إليه الدراسة في بيان تضافر الأمة برموزها على هضم بضعة النبوة وصفوة الرسالة فاطمة (صلوات الله وسلامه عليها) وذلك عبر الرجوع الى أسس المكوّن الفكري للمسلمين ومدى تأثرهم بهذه الأنساق الثقافية إلى المستوى الذي ينكر فيه حملة الفكر والعلم في التفسير والحديث واللغة والتاريخ معارضة حديث (لا نورِّث) للقرآن والسُنَّة واللغة.
مما ترك سؤالا قائما: إلى أي شيء يحتكم أعلام أهل السُنَّة والجماعة؟!!.