من أخلاق الامام عليه السلام قوله: الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم وعلى كل داخل في باطل إثْمان: إثمُ العمل به وإثمُ الرضا به

سلسلة قصار الحكم

من أخلاق الامام عليه السلام قوله: الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم وعلى كل داخل في باطل إثْمان: إثمُ العمل به وإثمُ الرضا به

4K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 30-04-2022

بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان

((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))
أما بعد:
إنّ مَنْ يرضى بفعل شخص أو جماعة يلحقه ما يلحقهم من أجر أو وزر لأن التضامن والاتفاق ولو من دون انجاز عمل يعني مباركة المشـروع والموافقة عليه والتأييد له  وهذه عوامل كافية لأن يحسب الشخص على ملاك الآخرين وإن من السلبيات الاجتماعية: تضامن بعض الأفراد مع آخرين من دون ما دراسة وتحليل لموقفهم وإنما بدافع عاطفي أو استجلاب مادي أو هوى سياسي أو اندفاع غير أخلاقي كالعناد والبغض والحسد...، مما يجعل التضامن مجرد دعم لفئة معينة مهما كلف الأمر بلا تحسب للعواقب الناجمة عن ذلك وبلا تفكير بالنتائج وبمدى موافقة  العمل للروح الإسلامية التي يفترض أن يعيشها المسلمون بما يعني التخلي عن مبدأ مراقبة الله تعالى والخوف منه كما يعني الانسياق وراء الهوى والاعتبارات الضيقة والمواقف المرتجلة المصلحية أو العصبية.
فالدعوة لأن تتخذ المواقف والانتماءات بعد معرفة تامة بجهة الولاء للفئة المدعومة والمركون إليها إذ لو تبين ان العمل معهم يكون على حساب الدين والعقيدة لتعددت التبعة وموارد الإدانة على المناصر المتضامن الراضي بالفعل: تبعة قيامه بالعمل مع أنه غير مقبول، وتبعة الرضا والموافقة عليه.
وهذا يجعل الواحد مناّ يتأمل في اختياراته في الحياة وتوجهاته وانتماءاته ولا يكون (إمّعَةِّ) سائراً وراء غيره في درب شائك يأتي عليه بالعقوبة والوزر والإثم؛ إذ المعادلة واضحة وقائمة على كل حال فمن يوافق على الأعمال الإيجابية والنافعة سيشارك بجزء من الأجر؛ لأجل تضامنه، ومن يشترك في الأعمال السلبية والضارة فعليه إثم الموافقة وإثم المشاركة[1].

الهوامش:
[1] لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ص 173 -174.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.3033 Seconds