من أخبار الإمام علي عليه السلام في كتاب المصنف لابن أبي شيبة الكوفي منزلة الإمام علي (عليه السلام) من الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) رابعاً: منزله مجاور لمنزل رسول الله (صلى الله عليه وآله)

مقالات وبحوث

من أخبار الإمام علي عليه السلام في كتاب المصنف لابن أبي شيبة الكوفي منزلة الإمام علي (عليه السلام) من الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) رابعاً: منزله مجاور لمنزل رسول الله (صلى الله عليه وآله)

3K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 25-07-2023

بقلم: الدكتور محمد سعدون عبيد العكيلي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين.

أما بعد:
يورد الكوفي[1] رواية يذكر فيها منزلة الإمام علي (عليه السلام) من الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث يذكر: (...عن سعد بن عبيدة قال: سأل رجل ابن عمر فقال: أخبرني عن علي، قال: إذا أردت أن تسأل عن علي فانظر إلى منزله من منزل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، هذا منزله وهذا منزل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: فإني أبغضه قال: فأبغضك الله). ولو حاولنا مقارنة الرواية مع من أوردها غير الكوفي نجد ونلاحظ القاضي النعمان[2] قد ذكرها وبسنده فيقول: (وبآخر عن ابن عمر: إن رجلا سأله عن علي (عليه السلام) فقال: إذا أردت أن تسأل عن علي (عليه السلام)، فانظر إلى منزله من منزل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي أنزله فيه فهذا منزل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهذا منزل علي (عليه السلام). قال الرجل: فإني أبغضه. قال له ابن عمر: أبغضك الله عز وجل، (أتبغض رجلا سابقة من سوابقه خير من الدنيا وما فيها). نلاحظ هنا أن الاختلاف بين القاضي النعمان والكوفي يتضح لنا في ذكر تكملة للرواية وفيها جملة مدح للإمام علي (عليه السلام) من قبل ابن عمر وهي (أتبغض رجلا سابقة من سوابقه خير من الدنيا وما فيها) لم يذكرها الكوفي يظهر ويبدو لنا أن ابن أبي شيبة الكوفي كان محتاطًا كثيراً بذكره لفضائل الإمام علي (عليه السلام) ولأسباب قد ذكرناها آنفاً والله أعلم.
يتفق النسائي[3] مع الكوفي في نص الرواية ولكنه يختلف عنه بزيادة السند وهذا شيء طبيعي لأنه توفي سنة (303هـ) فهناك فارق زمني ببعد السند فيذكر ويقول: (أخبرنا إسماعيل بن يعقوب بن إسماعيل قال حدثنا ابن موسى وهو محمد بن موسى بن أعين قال حدثنا أبي عن عطاء عن سعد بن عبيدة قال جاء رجل إلى ابن عمر فسأله عن علي فقال لا تسأل عن علي ولكن انظر إلى بيته من بيوت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال فإني أبغضه قال أبغضك الله). ويختلف أيضاً ابن حجر[4] في سرده للرواية من حيث السند وصحة الرواية فيذكر: (... عن أبي إسحاق سألت ابن عمر عن عثمان وعلي فقال تسأل عن علي فقد رأيت مكانه من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه سد أبواب المسجد الا باب علي).
وأيضاً يختلف ابن حجر[5] بمؤلف آخر بذكره الرواية عن ابن أبي شيبة الكوفي وعن ما أورده سابقاً حيث يذكر: (قوله ثم سأله عن علي فذكر محاسن عمله (ذكر له شهوده بدرا وغيرها وفتح خيبر على يديه وقتله مرحب ونحو ذلك قوله هو ذاك بيته أوسط بيوت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أي أحسنها بناء).
وهنا يطرح السؤال لماذا هذا القرب للإمام علي (عليه السلام) من الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ وهل هو قرب ذاتي من قبل الإمام؟ كما يقال في وقتنا الحاضر حب ومودة من طرف واحد أم من الطرفين كلاهما أم هو من الله سبحانه وتعالى؟ كثيرة هي الإجابات ونرجح الإجابة التالية وهي شاملة حسب رأينا القاصر أمام هاتين الشخصيتين العظيمتين وأمام المشيئة الربانية العليا فنرجح ونقول هي من عند الباري القدير الحكيم حيث يعلم أين يضع رسالته العظيمة. حيث أمر رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) بغلق جميع الأبواب التي تشرف على المسجد بإستثناء باب الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام))[6].

الهوامش:
[1] المصنف، ج7، ص495.
[2] شرح الأخبار، ج1، ص162.
[3] السنن الكبرى، ج5، ص138؛ الكوفي، مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام)، ج2، ص87؛ الحنفي، جمال الدين محمد بن يوسف بن الحسن بن محمد الزرندي (ت750هـ)، نظم درر السمطين في فضائل المصطفى والمرتضى والبتول والسبطين، ط1، مكتبة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) العامة، (النجف الأشرف - 1958م)، ص104؛ المرعشي، نور الله الحسيني التستري (ت 1411هـ)، إحقاق الحق وإزهاق الباطل، تحقيق: شهاب الدين المرعشي النجفي، د- ط، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، (قم، د- ت)، ج5، ص584.   
[4]   لسان الميزان، ج4/164؛ الميلاني، محمد هادي (ت1395هـ)، قادتنا كيف نعرفهم، تحقيق: محمد علي الميلاني، ط1، مطبعة شريعة قم، (قم - 1426 هـ)، ج2، ص13.
[5] فتح الباري، ج7، ص59.
[6] لمزيد من الاطلاع ينظر: أخبار الإمام علي بن ابي طالب في كتاب المصنف لابن ابي شيبة الكوفي: تأليف محمد سعدون عبيد العكيلي، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص 110-112.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2463 Seconds