شرح حكم الإمام علي عليه السلام الحكمة (10) قال عليه السلام: (اعْجَبُوا لهَذا الإنسَان، يَنْظُرُ بِشَحْم، ويتكلَّمُ بلَحْم، ويَسْمَعُ بِعَظْمٍ، ويتنفَّسُ مِنْ خَرْمٍ)

سلسلة قصار الحكم

شرح حكم الإمام علي عليه السلام الحكمة (10) قال عليه السلام: (اعْجَبُوا لهَذا الإنسَان، يَنْظُرُ بِشَحْم، ويتكلَّمُ بلَحْم، ويَسْمَعُ بِعَظْمٍ، ويتنفَّسُ مِنْ خَرْمٍ)

4K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 20-08-2023

بقلم: د. قاسم خلف السكيني.
الحمد لله رب العالمين، عليه نتوكل وبه تعالى نستعين، سبحانه (الذي بطن خفيات الأمور، ودلت عليه أعلام الظهور، وامتنع على عين البصير، فلا عين من لم يره تنكره، ولا قلب من أثبته يبصره). وصلوات ربي الزاكيات، وسلامه الموفور بالخير والبركات، على خير خلقه، وخاتم رسله، محمد وعلى آله الطاهرين.

وبعد:
قال عليه السلام: اعْجَبُوا لهَذا الإنسَان، يَنْظُرُ بِشَحْم، ويتكلَّمُ بلَحْم، ويَسْمَعُ بِعَظْمٍ، ويتنفَّسُ مِنْ خَرْمٍ[1]
الخرم (بضم الخاء وسكون الراء): الأَكَمَة. ومخرمها: منقطعها. والخرم (بفتح الخاء وسكون الراء) الثقب[2]. وصيغة (اعجبوا) لم تطرد في العربية، وليس لها شواهد كثيرة، واكثر ما يستعمل (تعجبوا) فعل أمر[3]، ولم يرد (اعجبوا) إلا في موضع واحد من النهج. وإن (اعجبوا) معناها، هنا، اعجبوا أشد العجب، من حواس عظمت عند الإنسان وخفي عليه سببها.
والمعنى المستفاد من هذه الموعظة، أن من عجائب خلق الله تعالى، أن حواس الإنسان هي أجناس مادية ضعيفة من الشحم، واللحم، والعظم. مع ذلك، فهـي مدار أفعال الإنسان. وقد أفاض البحراني في وصف هذه الحواس[4]. فقال في بيان معنى هذه الحكمة إن الإمام (عليه السلام) (نبه على لطف خلق الإنسان ببعض أسرار حكمة الله فيه وغايته من ذلك الاستدلال على حكمة صانعه ومبدعه)[5].

الهوامش:
[1] وردت دون خلاف في: العيون ص 68، وشرح الغرر 2/266، والمنهاج 3/214، والترجمة 2/419، وشرح ابن أبي الحديد 18/103، وشرح البحراني 5/242، والمصباح ص 579.
[2] اللسان: (خرم).
[3] المصدر نفسه: (عجب).
[4] شرح البحراني 5/ 242.
[5] لمزيد من الاطلاع ينظر: شرح حكم الإمام علي وتحقيقها من شروح نهج البلاغة: للدكتور قاسم خلف مشاري السكيني، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص34-35.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2795 Seconds