نبذة عن الكتاب:
لم يزل الإنسان موضع اهتمام الرسالات والأنبياء (عليهم السلام) لا سيما ما زخر به الإسلام من مناهج متعددة ارتكزت على تقديم الصلاح والإصلاح للمنظومة الحياتية للإنسان حتى بدا الموروث الرّوائي والحديثي لا سيما تراث عترة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وثقله الأصغر في أمته مليء بالدروس والعِبْر والوصايا الأخلاقية والتربوية.
ومن ثمَّ: لم يكن كتاب نهج البلاغة بمعزل عن القرآن الكريم في وضع الأسس التي تقوّم الحياة وتعيد بنائها بما يحقق للإنسان الصلاح والإصلاح للأرض ومن عليها، وما عهد الإمام علي (عليه السلام) لمالك الأشتر (رحمه الله) إلا أَنموذجًا واحدًا من النماذج التي تعدد حضورها في كتاب نهج البلاغة لتقويم سلوك الإنسان ومنظومته الحياتية التي تواشجت فيها مستلزمات الحياة الدنيا وعمارتها ومتطلبات الحياة الآخرة وسبل النجاة فيها. فكان من بين هذه المستلزمات هو اتقان مهارات التنظيم التي اشتمل عليها العهد الشريف لمالك الأشتر، وهي: «تنظيم الوقت» و«تنظيم العمل» و«تنظيم الأمور» و«تنظيم العلاقات» و«تنظيم العبادة» وبيان آثارها عبر فقه الأخلاق لما لها من آثار تكليفية على الإنسان فمنها ما ارتبط به شخصًا ومنها ما ارتبط بما يحيط به من أشخاص في نطاق العمل والعلاقات الأسرية والاَجتماعية.