بقلم: الدكتور حسن طاهر ملحم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من تبوأ من الفصاحة ذروتها وأصبح بذلك أفصح العرب أبي القاسم محمد صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين لا سيما الإمام علي عليه السلام أمير البيان..
وبعد:
استعمل الإمام علي عليه السلام المثل العربي في مواطن كثيرة وقفت عليها في كتاب (نهج البلاغة) ومنها:
(إن الله يحب العبد، ويبغض عَمَلهُ، ويحب العمل ويبغض بدنه)[1].
ذكره في خطبة يذكر فيها فضائل أهل البيت (عليه السلام).
(واعلم أن لكل ظاهر باطناً على مثاله......)، وقال الرسول الصادق (صلى الله عليه وآله وسلم): (ان الله يحب العبد، ويبغض عَمَلهُ........)، وهذا الكلام مشتق من قوله تعالى: {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا} وهو مثل ضربه الله تعالى لمن ينجح فيه الوعظ والتذكير من البشر[2].
وهنا تمثل الإمام بهذا الحديث النبوي، لأكمل الصورة التي يريد إيصالها إلى فهم السامع مع سليقة كلامه يردف الحديث لإكمال المعنى ولكنه هنا وضح المغزى راداً الحديث إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) غير ممزوج بكلامه)[3].
الهوامش:
[1]- نهج البلاغة: خطبة رقم 154، الشيخ الطوسي: الآمالي، ص411.
[2]- ابن أبي الحديد: شرح النهج، 9/178
[3]- لمزيد من الاطلاع ينظر: الأمثال العربية ومدلولاتها التاريخية في كتاب نهج البلاغة، للدكتور حسن طاهر ملحم، ط1، مؤسسة علوم نهج البلاغة في العتبة الحسينية المقدسة، 182-183.