بقلم . د. الشيخ محسن الخزاعي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين أساس الدين وعماد اليقين.
أما بعد:
قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة موضحاً كيفية التعامل مع الزوجة وذلك من كتاب بعثه إلى ابنه محمد بن الحنفية قال فيه "... وإنْ استطعت أنْ لا ُتمّلك المرأة من أمرها ما جاوز نفسها فافعل فإنَّه أدوم لجمالها وأرخى لبالها وأحسن لحالها فإنَّ المرأة ريحانة لا قهرمانة، فدارها على كل حال وأحسن الصحبة لها فيصفو عيشك..."([1]).
وبهذا يؤكد الإمام عليه السلام أنَّ وظيفة المرأة هي في ممارسة الأعمال المناسبة لها، كإنجاب أولادها ورعاية أسرتها، فهي لم تخلق لتحمِّل المسؤوليات الشائكة والأعمال التي تضر بأنوثتها، بل خلقت لتظل وردةً جميلةً وريحانةً عطرةً، فقال عليه السلام: "ولا تملك المرأة من أمرها ما جاوز نفسها، فإنَّ المرأة ريحانة وليست بقهرمانة"([2]).
وفي هذا رفق كبير بالمرأة يتناسب مع رقتها وأنوثتها ولا يزيدها أعباء فوق أعبائها، ولا يفقدها شيء من أناقتها وجمالها إذْ إنَّ مثل هكذا أمر يسهم مساهمة كبيرة في تحقيق رغبات زوجها المتعلقة بها.
وفي حديثه عن معنى قيمومة الرجال على النساء في قوله تعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوّامُونَ عَلى النِّساءِ بِمَا فَضلَ اللّهُ بَعْضهُمْ عَلى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَلِهِمْ فَالصالِحَت قَنِتَتٌ حَفِظتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظ اللّهُ وَالّتى تخَافُونَ نُشوزَهُنّ فَعِظوهُنّ وَاهْجُرُوهُنّ فى الْمَضاجِع وَاضرِبُوهُنّ فَإِنْ أَطعْنَكمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيهِنّ سبِيلاً إِنّ اللّهَ كانَ عَلِيّا كبِيراً﴾([3])، وحسن تبعل المرأة أشار السيد الطباطبائي إلى كتاب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام لولده وعدَّه "أُس ما بني عليه التشريع"([4]).
فقال في الميزان: "ومن أجمع الكلمات لهذا المعنى مع اشتماله على أُس ما بني عليه التشريع ما في نهج البلاغة " أنَّ المرأة ريحانة، وليست بقهرمانة"([5]) )[6].
الهوامش:
([1]) تصنيف نهج البلاغة، لبيب بيضون، 640.
([2]) نهج البلاغة، 3/ 56.
([3]) النساء، 34، 35.
([4]) الميزان، 4/ 247.
([5]) الميزان، 4/ 247.
([6] )لمزيد من الاطلاع ينظر: أثر نهج البلاغة في تفاسير الإمامية، الشيخ محسن الخزاعي، طبعة مؤسسة علوم نهج البلاغة في العتبة الحسينية المقدسة: ص 204-206.