من أخبار الإمام علي عليه السلام في كتاب المصنف لابن أبي شيبة الكوفي منزلة الإمام علي (عليه السلام) من الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) قوله عليه السلام: ((أنا عبد الله وأخو رسول الله صلى الله عليه وآله))

مقالات وبحوث

من أخبار الإمام علي عليه السلام في كتاب المصنف لابن أبي شيبة الكوفي منزلة الإمام علي (عليه السلام) من الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) قوله عليه السلام: ((أنا عبد الله وأخو رسول الله صلى الله عليه وآله))

1K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 16-10-2023

بقلم: الدكتور محمد سعدون عبيد العكيلي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين.

أما بعد:
ذكر الكوفي[1] رواية يبين فيها منزلة الإمام علي (عليه السلام) من الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وآله) التي صرح بها الإمام علي (عليه السلام) بنفسه ونصها: (حدثنا عبد الله بن نمير عن الحارث بن حصيرة قال حدثني أبو سليمان الجهني يعني زيد بن وهب قال: سمعت عليا على المنبر وهو يقول: أنا عبد الله وأخو رسوله صلى الله عليه وآله، لم يقلها أحد قبلي ولا يقولها أحد بعدي إلا كذاب مفتر). ونلاحظ من خلال تحليلنا للرواية أنها تحتوي على ثلاثة أُمور مهمة قد اكدها وبيّنها الإمام علي  (عليه السلام) الأول هو الإقرار بالعبودية للخالق الأعلى الذي لا إله غيره ولا معبود سواه والثاني رابطة الأُخوة مع الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) التي تميز بها عن الآخرين والثالث أنه قد كذب كل من يفتري ويدعي هذه الصفات بعده وإن دل هذا الكلام على شيء فإنه يدل على المجتمع الذي كان يحيط بالإمام علي أنه كان مملوءاً بالحاسدين والمغرضين الذين باتوا على التمني -وهو أمر غير ممكن حصوله حسب ما قالوا علماء اللغة والنحو- في غصب واحتلال وأخذ مكانة الإمام علي (عليه السلام) تلك المكانة السامية التي أودعها له الله العلي القدير. ولو قارنا هذه الرواية فيما ذكرها من الرواة والمحدثين نجد أن سليم بن قيس الكوفي[2] يروي الرواية نفسها ولكن بمضمون مختلف لما فيها من إطالة وقصة مروية فيروي ويقول: (كلام لا يقوله أحد غير أمير المؤمنين (عليه السلام) سليم، قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول على منبر الكوفة: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لأقولن كلاما لم يقله أحد قبلي ولا يقوله أحد بعدي إلا كذاب: (أنا عبد الله وأخو رسوله. ورثت نبي الرحمة ونكحت خير نساء الأمة وأنا خير الوصيين. فقام رجل من الخوارج فقال: (أنا عبد الله وأخو رسول الله) فأخذته الموتة مكانه فما انقلع عنه حتى مات). وهنا الاختلاف واضح بين ابن أبي شيبة وسليم بن قيس حيث ذكر الأخير موقف الرجل من الخوارج وحديثه وما حصل بهِ من هلاك وهذا شأن ومصير كل من نصب العداء وأظهر الحسد والكره لأمير المؤمنين علي (عليه السلام).
وهنا نجد القاضي النعمان[3] يورد الرواية نفسها وبالشكل التالي: (عن أبي يحيى، قال: سمعت عليا (عليه السلام) وهو على المنبر يقول: أنا عبد الله وأخو رسوله، لا يقولها أحد غيري إلا كذاب. فقال (رجل وأنا عبد الله وأخو رسوله، فأصابته جنة. وعن كثير بن سعد، عن أبي يحيى، قال: سمعت عليا (عليه السلام) ما لا أحصيه، أو قال: أكثر من ألف مرة يقول على المنبر، ما صعد عليه إلا   قال: أنا عبد الله وأخو رسوله، لا يقولها بعدي إلا كاذب). فنلاحظ اختلافه بالسند مع الكوفي وأيضاً نلاحظ أن ابن أبي شيبة لم يروِ الرواية كما رواها سليم بن قيس الذي سبقه بسنين عدة ولا كما رواها القاضي النعمان الذي أوردها بعده بسنين عدة كذلك هذا ما يثير الشك حول ابن أبي شيبة بأنه يبتر الرواية ويذكرها دون تكملة نصها ودون ذكر ظروف الحادثة التي من خلالها تنبثق الرواية.)[4].

الهوامش:
[1] المصنف، ج7، ص497.
[2] كتاب سليم بن قيس الكوفي، ص430.
[3] شرح الأخبار، ج1، ص192.
[4] لمزيد من الاطلاع ينظر: أخبار الإمام علي بن ابي طالب في كتاب المصنف لابن ابي شيبة الكوفي: تأليف محمد سعدون عبيد العكيلي، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص 121-122.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2401 Seconds