من الأمثال العربية في نهج البلاغة: استخدامه المثل النبوي الحديثي في قوله صلى الله عليه وآله، ومنه قوله عليه السلام: ((كنّا إذا احمرّ البأس اتقينا برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلم يكن أحد منّا أقرب إلى العدو منه))

مقالات وبحوث

من الأمثال العربية في نهج البلاغة: استخدامه المثل النبوي الحديثي في قوله صلى الله عليه وآله، ومنه قوله عليه السلام: ((كنّا إذا احمرّ البأس اتقينا برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلم يكن أحد منّا أقرب إلى العدو منه))

1K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 16-12-2023

بقلم: الدكتور حسن طاهر ملحم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من تبوأ من الفصاحة ذروتها وأصبح بذلك أفصح العرب أبي القاسم محمد صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين لا سيما الإمام علي عليه السلام أمير البيان..

وبعد:
استعمل الإمام علي عليه السلام المثل النبوي في مواطن كثيرة وقفت عليها في كتاب (نهج البلاغة) ومنها المثل النبوي فقد استخدم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال:
(كنّا إذا احمرّ البأس اتقينا برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلم يكن أحد منّا أقرب إلى العدو منه)[1].
قوله (عليه السلام) (إذا احمر البأس) كناية عن اشتداد الأمر،  أنه شبه حمي الحرب بالنار التي تجمع الحمرة بفعلها ولونها وبما يقوى ذلك قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد رأى مجتلد الناس يوم حنين وهي حرب هوازن (الآن حمي الوطيس) فالوطيس مستوقد النار وهذا تشبه لقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من قبل الإمام علي (عليه السلام) فهو تشبه ما استحر من جلاد القوم باحتدام النار وشدة التهابها بأحمر البأس مقابل قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الآن حمي الوطيس يوم حنين[2] التي ذكرها الله تعالى في كتابه {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ}[3].)[4].

الهوامش:
[1]- نهج البلاغة: خطب الإمام علي عليه السلام، 4/61.
[2]- يوم حنين: حنين واد بين مكة والطائف وبعضهم قال: اسم ماء بين مكة والطائف،  وسمي لقاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومعه المسلمون يومئذ اثني عشر ألفاً من المهاجرين وألفين من الطلقاء وقد انهزموا أمام هوازن ولم يثبت معه إلا نزر قليل كان من بينهم الإمام علي (عليه السلام) ونادى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأعلى صوته: يا أصحاب الشجرة ! أين الأنصار وعاد المسلمون لملاقاة المشركين وهزموهم بنصر من الله تعالى وكان قول الرسول بعد الإلتحام بهم: الآن حمي الوطيس. ينظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/353، الطبري: جامع البيان 10/130، ياقوت الحموي: معجم البلدان 5/377،  ابن الأثير: الكامل في التاريخ 2/265.
[3]- التوبة: آية 25.
[4]- لمزيد من الاطلاع ينظر: الأمثال العربية ومدلولاتها التاريخية في كتاب نهج البلاغة، للدكتور حسن طاهر ملحم، ط1، مؤسسة علوم نهج البلاغة في العتبة الحسينية المقدسة، 185-186.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2508 Seconds