شرح حكم الإمام علي عليه السلام الحكمة (30) قال عليه السلام: كُنْ سَمْحَاً وَلاَ تَكُنْ مُبَذِّراً وَكُنْ مُقَدِّراً وَلاَ تَكُنْ مُقَتِّرَا

سلسلة قصار الحكم

شرح حكم الإمام علي عليه السلام الحكمة (30) قال عليه السلام: كُنْ سَمْحَاً وَلاَ تَكُنْ مُبَذِّراً وَكُنْ مُقَدِّراً وَلاَ تَكُنْ مُقَتِّرَا

1K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 25-02-2024

بقلم: د. قاسم خلف السكيني.

الحمد لله رب العالمين، عليه نتوكل وبه تعالى نستعين، سبحانه (الذي بطن خفيات الأمور، ودلت عليه أعلام الظهور، وامتنع على عين البصير، فلا عين من لم يره تنكره، ولا قلب من أثبته يبصره). وصلوات ربي الزاكيات، وسلامه الموفور بالخير والبركات، على خير خلقه، وخاتم رسله، محمد وعلى آله الطاهرين.
وبعد:
قال عليه السلام: كُنْ سَمْحَاً وَلاَ تَكُنْ مُبَذِّراً، وَكُنْ مُقَدِّراً وَلاَ تَكُنْ مُقَتِّرَا[1]

المقتّر: المضيّق[2].
هنا يضع الإمام قانوناً لتدبير النفقة وشروطها فهو يوصي بالسماحة وهي بذل ما في اليد على وجه العدالة وينهى عن التبذير المذموم والتضييق المذموم أيضاً ويجد في التقدير خير معين على تقدير المعيشة، أي أن يبذل الإنسان عند الحاجة إلى البذل، وأن يكون بذلك البذل والأنفاق مقدراً مخططاً له وأن يبتعد عن التبذير، والإسراف، والبخل، والشح، واللؤم، لأن التبذير طرف الإفراط من فضيلة السماحة والتقتير طرف التفريط منها بحسب تفسير البحراني في المصباح، (فالسماحة سهولة البذل والسمح الجواد السهل، في حين أن المبذر هو المفرق ماله إسرافاً، وأرجع ابن أبي الحديد هذه الحكمة إلى قوله تعالى {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُوْلَةً}[3]، إذ قال: (كل كلام جاء في هذا فهو مأخوذ من قوله سبحانه...) وذكر الآية. والأنسب من ذلك تقارب الدلالة بين الآية الكريمة {وَالَّذِيْنَ إِذا أَنْفقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يُقَتِّرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامَا}[4] والدلالة العامة لهذه الموعظة)([5]).

الهوامش:
[1] رويت في العيون ص393 باختلاف يسير: (... ولا تكن محتكراً) بدلا من (مقترا)، وفي الحدائق 2/84 رويت الحكمة إلى حد (مبذرا)، وطابقه شرح الغرر 7/115، ووردت بلفظ المتن في: المنهاج 3/192، والترجمة 2/ 143، وشرح ابن أبي الحديد 18/ 150، وشرح البحراني 5/314، والمصباح ص585.
[2] اللسان: (قتر).
[3] الإسراء / 29.
[4] الفرقان/ 67.
([5]) لمزيد من الاطلاع ينظر: شرح حكم الإمام علي وتحقيقها من شروح نهج البلاغة: للدكتور قاسم خلف مشاري السكيني، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص55.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2761 Seconds