من ألفاظ الأرض وتضاريسها وما يتعلق بها في نهج البلاغة: الإخدود

مقالات وبحوث

من ألفاظ الأرض وتضاريسها وما يتعلق بها في نهج البلاغة: الإخدود

525 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 03-06-2024

بقلم: الدكتور سحر ناجي المشهدي

الحمد لله الأول قبل الإنشاء، والآخر بعد فناء الأشياء، أحمده استتمامًا لنعمته، واستعصاماً من معصيته، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على من اصطفى من الخلق أجمعين سيدنا ونبينا محمد وآل الطاهرين..

اما بعد:
تكرر هذا اللفظ في كلام الإمام (عليه السلام) في ثلاثة مواضع من النَّهْج:
فمن مجيئه جمعا ورد على زنة (أفاعيل) أخاديد، وهي صيغة من صيغ منتهى الجموع في قوله: «في بيان خلقة الطيور، إذ قال: «وَمَا ذَرَأَ مِنْ مُخْتَلِفِ صُوَرِ الاْطْيَارِ الَّتِي أَسْكَنَهَا أَخَادِيدَ الأرض، وَخُرُوقَ فِجَاجِهَا، وَرَوَاسِي أعْلاَمِهَا» ([1]).
فـ(الأخاديد: شقوق الأرض وشِعابِها) ومراده التعجب من خلقة الطيور،  فالطيور التي أسكنها أخاديد الأرض، كالقطاة والصدى، التي أسكنها خروق فجاجها،  كالقبج التي أسكنها رؤوس الجبال كالعقبان والصقور([2])، ومنه قوله تعالى: ﴿وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُود قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ﴾([3])،  فالإخدود شقُّ في الأرض مستطيل غائص وجمع إخدود وأخاديد، وأصل ذلك من خَدَّى الإنسان، وهما ما اكتنفا الأنف عن اليمين والشمال.  ويستعار للأرض ولغيرها كإستعارة الوجه ([4]))([5]).

الهوامش:
([1]) ظ:  شرح نهج البلاغة:  البحراني:  2 / 383.
([2]) ظ:  المصدر نفسه.
([3]) البروج / 4.
([4]) ظ:  المفردات في غريب القرآن:  1 / 190.
([5])لمزيد من الاطلاع ينظر: المعجم الاقتصادي في نهج البلاغة، للدكتورة سحر ناجي المشهدي، ط1، مؤسسة علوم نهج البلاغة في العتبة الحسينية المقدسة، ص 220-221.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2468 Seconds