بقلم: د. قاسم خلف السكيني.
الحمد لله رب العالمين، عليه نتوكل وبه تعالى نستعين، سبحانه (الذي بطن خفيات الأمور، ودلت عليه أعلام الظهور، وامتنع على عين البصير، فلا عين من لم يره تنكره، ولا قلب من أثبته يبصره). وصلوات ربي الزاكيات، وسلامه الموفور بالخير والبركات، على خير خلقه، وخاتم رسله، محمد وعلى آله الطاهرين.
قال عليه السلام: عَيْبُكَ مَسْتُوْرٌ مَا أَسْعَدَكَ جَدُّكَ[1]
الجد (بفتح الجيم): الحظ والبخت. والبخت معرب[2]. وأسعده الجد: معناه أعانة الحظ فهو محظوظ، وحظيظ[3].
وقال البحراني في المصباح: (الجد حسن البخت وتوافق أسباب المصالح ومنها ستر العيوب)، وربما يكون ستر العيوب بفعل اعتياد العادات الحسنة، وهذا هو المعنى الذي ذهب إليه صاحب أعلام النهج حين قال: (مساعدة الجد تمنع المرء[4] عن فعل القبيح فيبقى عيبه مستوراً).
وفي رواية الحدائق، يبدو المعنى غير مستقيم، لأن أطلاق الستر على كل شيء لا دلالة له، وأن جملة (مستور ما أسعدك جدك) قد تعني: اختفاء ك ما دام الحظ حليفك، وهذا ما لم تقصده الحكمة، وأنها رواية أحاديـة)([5]).
الهوامش:
[1] وردت في الحدائق 2/ 165 بحذف (عيبك)، ووردت بلفظ المتن في: العيون ص 339، والمنهاج 3/278، وأعلام النهج ص294، والترجمة 2/436، وشرح ابن أبي الحديد 18/181، وشرح البحراني 5/265، والمصباح ص591.
[2] الصحاح: (جد)، والبخت (بفتح الباء وسكون الخاء) لفظة فارسية معناها: الحظ.
[3] العين: (حظ)4/241.
[4] في الأصل (تمنع المر) بدون همزة والصحيح ما أثبته.
([5]) لمزيد من الاطلاع ينظر: شرح حكم الإمام علي وتحقيقها من شروح نهج البلاغة: للدكتور قاسم خلف مشاري السكيني، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص67.