بقلم: الدكتور محمد سعدون عبيد العكيلي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين.
أما بعد:
وممن روى نزول آية {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} البخاري([1]) فيقول: (... عن يوسف ابن الماجشون عن صالح بن إبراهيم عن أبيه عن جده في بدر يعنى حديث ابني عفراء حدثني محمد بن عبد الله الرقاشي حدثنا معتمر قال سمعت أبي يقول حدثنا أبو مجلز عن قيس بن عباد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال انا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة وقال قيس بن عباد وفيهم أنزلت هذان خصمان اختصموا في ربهم، قال هم الذين تبارزوا يوم بدر حمزة وعلي وعبيدة بن الحرث وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة حدثنا قبيصة).
وأيضاً روى البخاري([2]) متفقاً مع الكوفي حيث يقول: (...عن أبي ذر رضي الله عنه قال نزلت هذا خصمان اختصموا في ربهم في ستة من قريش علي وحمزة وعبيدة بن الحرث وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصواف حدثنا يوسف بن يعقوب كان ينزل في بني ضبيعة وهو مولى لبني سدوس حدثنا سليمان التيمي عن أبي مجلز عن قيس بن عباد قال قال علي رضي الله تعالى عنه فينا نزلت هذه الآية:{هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ...} هذان خصمان اختصموا في ربهم حدثنا يحيى بن جعفر أخبرنا وكيع عن سفيان عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد قال سمعت أبا ذر رضي الله عنه يقسم لنزلت هؤلاء الآيات في هؤلاء الرهط الستة يوم بدر، نحوه حدثنا يعقوب ابن إبراهيم الدورقي حدثنا هشيم أخبرنا أبو هاشم عن أبي مجلز عن قيس سمعت أبا ذر يقسم قسما ان هذه الآية: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ...} نزلت في الذين برزوا يوم بدر حمزة وعلي وعبيدة بن الحرث وعتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة).
وكذلك يتفق مسلم النيسابوري([3]) مع رواية الكوفي فيقول: (حدثنا عمرو بن زرارة حدثنا هشيم عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد قال سمعت أبا ذر يقسم قسما ان هذان خصمان اختصموا في ربهم انها نزلت في الذين برزوا يوم بدر حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث وعتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة).
وأيضاً يروي مسلم النيسابوري([4]) الرواية نفسها عن الكوفي فيقول: (حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع وحدثني محمد بن المثنى حدثنا عبد الرحمن جميعا عن سفيان عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد قال سمعت أبا ذر يقسم لنزلت هذان خصمان بمثل حديث هشيم).
يظهر أَنَ لقسم من شخصيات معركة بدر أهمية قصوى تتلخص بالثبات والالتزام بتعاليم القيادة المتجسدة بشخص الرسول (صلى الله عليه وآله) ويتضح ذلك لنا من خلال ذكر القرآن الكريم لهم بهذه الخاصية والأهمية، وتعد أول اختبار حقيقي لإيمان المسلمين والمؤمنين لأنه أول حراك عسكري تحت راية الإسلام خارج حدود العصبية القبلية وروح الغزو، ونستدل أيضاً على تلك الأهمية من خلال الإجماع والاتفاق الذي وجدناه في أَغلب المصادر التي بحثنا فيها حول معركة بدر، فيزداد الترجيح بصحة رواية ابن أبي شيبة الكوفي لدينا. )([5]).
الهوامش:
([1]) صحيح البخاري، د- ط، دار الفكر، (بيروت - 1401هـ)، ج5، ص6.
([2]) صحيح البخاري، ج5، ص7.
([3]) أبو الحسين بن الحجاج ابن مسلم القشيري (ت 261هـ)، صحيح مسلم، د- ط، دار الفكر، (بيروت، د- ت)، ج8، ص245- ص246.
([4]) صحيح مسلم، ج8، ص246؛ القزويني، أبو عبد الله محمد بن يزيد (ت 275هـ)، سنن ابن ماجة، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، د- ط، دار الفكر، (بيروت، د- ت)، ج2، ص946؛ النسائي، فضائل الصحابة، د- ط، دار الكتب العلمية، (بيروت، د- ت)، ص17؛ الطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، ج17، ص172؛ الرازي، تفسير ابن أبي حاتم، ج13، ص701.
([5]) لمزيد من الاطلاع ينظر: أخبار الإمام علي بن ابي طالب في كتاب المصنف لابن ابي شيبة الكوفي: تأليف محمد سعدون عبيد العكيلي، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص 159-161.