بقلم: د. قاسم خلف السكيني.
الحمد لله رب العالمين، عليه نتوكل وبه تعالى نستعين، سبحانه (الذي بطن خفيات الأمور، ودلت عليه أعلام الظهور، وامتنع على عين البصير، فلا عين من لم يره تنكره، ولا قلب من أثبته يبصره). وصلوات ربي الزاكيات، وسلامه الموفور بالخير والبركات، على خير خلقه، وخاتم رسله، محمد وعلى آله الطاهرين.
قال عليه السلام: لاَ غِنَى كَالعَقْلِ، وَلاَ فَقْرَ كَالجَهْلِ، وَلاَ مِيْرَاَثَ كَالأَدَبِ، ولاَ ظَهيرَ كَالمُشَاوَرَةِ([1])
في هذه الحكمة مجموعة جمل تفيد الترو في معرفة منزلة العقل، فهو أعلى درجات الغنى والجهل أدنى درجات الفقر والعوز، ولا شيء أزين أو أجمل من التخلق بالآداب الحميدة وان المشاورة هي ظهير المحتار الذي يبتغي الرأي الناصح.
وإن المعنى العام لهذه الحكمة، أن العقل هو غاية الغنى وهذا مفهوم عرفاني إنساني وإن الفقر الحقيقي هو الجهل والحمق، وإن ثروة الأدب هي أعلى مراتب الغنى من جهة الوراثة، وإن الاستشارة منجحة وهي بمثابة السند والظهير لصاحبها، وإنها أنفع من القوة وكثرة العدد)([2]).
الهوامش:
([1]) لم ترد الجملة الأولى والجملة الثانية في العيون ووردت الجملتان الأخيرتان في ص526 وص532 (ولا ظهير كالحلم)، ووردت بلفظ المتن في: المنهاج 3/279، والترجمة 2/436، وشرح ابن أبي الحديد 18/185، وشرح البحراني 5/270 والمصباح ص591.
([2]) لمزيد من الاطلاع ينظر: شرح حكم الإمام علي وتحقيقها من شروح نهج البلاغة: للدكتور قاسم خلف مشاري السكيني، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص69.