بقلم: الدكتور محمد سعدون عبيد العكيلي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين.
أما بعد:
وروى الكوفي([1]) وقال: (... عن عبيدة السلماني قال: أسر يوم بدر من المشركين سبعون رجلا وقتل منهم سبعون، فجمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) الأنصار فخيرهم فقال: ما شئتم؟ إن شئتم اقتلوهم، ويقتل منكم عدتهم، وإن شئتم أخذتم فداءهم فتقويتم به في سبيل الله، قالوا: يا رسول الله! نأخذ الفداء نتقوى به في سبيل الله ويقتل منا عدتهم، قال: فقتل منهم عدتهم يوم أحد).
ويتفق معه ابن حبان([2]) حيث يروي ويقول: (... عن عبيدة عن علي بن أبي طالب رضوان الله عليه أن جبريل (عليه السلام) هبط عليه(صلى الله عليه وآله) فقال له خيرهم يعني أصحابه (صلى الله عليه وآله) في الأسارى إن شاؤوا القتل وإن شاؤوا الفداء على أن يقتل العام المقبل منهم عدتهم قالوا الفداء ويقتل منا عدتهم).
يتضح لنا مدى قوة المعركة واستبسال المقاتلين المسلمين حيث أَسروا سبعين من المشركين الذين يفوقونهم بالعدة والعدد، وأيضاً يظهر دور المد الغيبي من الله سبحانه وتعالى.
وكذلك روى الكوفي([3]) وقال: (... عن ابن عمر قال: كان طلحة صاحب راية المشركين يوم بدر فقتله علي بن أبي طالب مبارزة).
ويتفق المتقي الهندي([4]) فقال: ( عن أبي عمر قال: كان طلحة صاحب راية المشركين يوم بدر قتله علي بن أبي طالب مبارزة).
وهنا نرجح رواية ابن أبي شيبة الكوفي للصحة باعتقادنا لتكرار ذكرها سنداً ومتناً من قبل المتقي الهندي)([5]).
الهوامش:
([1]) المصنف، ج8، ص475.
([2]) صحيح ابن حبان، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، ط2، مؤسسة الرسالة، (بيروت - 1414هـ)، ج11، ص118؛ الهيثمي، موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان، تحقيق: حسين سليم أسد الداراني، عبده علي الكوشك، د- ط، دار الثقافة العربية، (دمشق، د- ت)، ج5، ص312.
([3]) المصنف، ج8، ص481.
([4]) كنز العمال، ج10، ص408.
([5]) لمزيد من الاطلاع ينظر: أخبار الإمام علي بن ابي طالب في كتاب المصنف لابن ابي شيبة الكوفي: تأليف محمد سعدون عبيد العكيلي، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص 161-162.