بقلم: د. قاسم خلف السكيني.
الحمد لله رب العالمين، عليه نتوكل وبه تعالى نستعين، سبحانه (الذي بطن خفيات الأمور، ودلت عليه أعلام الظهور، وامتنع على عين البصير، فلا عين من لم يره تنكره، ولا قلب من أثبته يبصره). وصلوات ربي الزاكيات، وسلامه الموفور بالخير والبركات، على خير خلقه، وخاتم رسله، محمد وعلى آله الطاهرين.
قال عليه السلام: اللِسَانُ سَبُعٌ إن خُلِّيَ عنه عَقَرَ([1])
عقرت الفرس: كشفت قوائمه بالسيف([2]).
قال الراوندي في المنهاج: (عقر: أي بمنزلة سب).
يعقر الساق: أي يقطعه). واللسان: عقر، ويعقر: قتل أو قطع بسبب كلمة. وفي الحدائق: (من لا يملك لسانه فقد عرض نفسه للهلاك أو الهوان).
والمراد هنا أن على الإنسان صون لسانه، لئلا يورده المهالك. فهو إن ترك على ما يرغب أوقع صاحبه في الإحراج. وأوقعه في المواقف المهلكة. ومصداق هذا ما رواه ابن أبي الحديد من قول الشاعر:
اِحفَظْ لِسَانَكَ أَيُّهَا الإِنْسَانْ لاَ يَلـــْدَغَنَّكَ، إِنَّهُ ثُعْبَـــانْ
كَمْ في المَقابِرِ مِنْ قَتيلِ لِسَانِهِ كَانَتْ تَهَابُ لِقاءَهُ الأَقْرَانْ([3]))([4]).
الهوامش:
([1]) رويت دون خلاف في: الحدائق 2/616، والمنهاج 3/279، والترجمة 2/437، وشرح ابن أبي الحديد 18/196، وشرح البحراني 5/271، والمصباح ص592.
([2]) العين: (عقر) 1/149.
([3]) لم يشر ابن أبي الحديد إلى اسم الشاعر، ولم نهتد إليه، ولعل التبيان له.
([4]) لمزيد من الاطلاع ينظر: شرح حكم الإمام علي وتحقيقها من شروح نهج البلاغة: للدكتور قاسم خلف مشاري السكيني، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص73.