شرح حكم الإمام علي عليه السلام الحكمة (55) قال عليه السلام: أهلُ الدُّنيا كَرَكْب يُسارُ بِهِم، وَهُم نِيام

124 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 17-02-2025

بقلم: د. قاسم خلف السكيني.

الحمد لله رب العالمين، عليه نتوكل وبه تعالى نستعين، سبحانه (الذي بطن خفيات الأمور، ودلت عليه أعلام الظهور، وامتنع على عين البصير، فلا عين من لم يره تنكره، ولا قلب من أثبته يبصره). وصلوات ربي الزاكيات، وسلامه الموفور بالخير والبركات، على خير خلقه، وخاتم رسله، محمد وعلى آله الطاهرين.

أما بعد:
قال عليه السلام: أهلُ الدُّنيا كَرَكْب يُسارُ بِهِم، وَهُم نِيام([1])

 قال البحراني في شرحه: (يسار بهم: اذ الدنيا طريق لأهلها هم فيها سائرون إلى الآخرة، حال ما هم فيه من الغفلة عن غايتهم والعمل لها حتى يوافرها).
في هذه الحكمة يشبه الإمام (عليه السلام)، أهل الدنيا بالركب السائر كناية عن الزمن الذي لا يتوقف، إلا عند حلول آجالهم، ونومهم في هذا السير.
 وهذا يعني أن الغفلة الطويلة خلال مدة العمر، تورث نسيان المآل الذي يصير إليه الإنسان، ويريد الإمام (عليه السلام) من هذه الحكمة التنبيه على ضرورة استذكار الموت، ومنها محطة النهاية (الموت)، وإذا لم يستشعر الناس ولم يتنبهوا على حقيقة مآلهم في الآخرة، فهم في حقيقة أمرهم غافلون، بل نيام)([2]).

الهوامش:
([1]) وردت دون خلاف في: العيون ص 128، والمنهاج 3/280، والترجمة 2/438، وشرح ابن أبي الحديد 18/209، وشرح البحراني 5/272، والمصباح ص592.
([2]) لمزيد من الاطلاع ينظر: شرح حكم الإمام علي وتحقيقها من شروح نهج البلاغة: للدكتور قاسم خلف مشاري السكيني، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص76-77.