من مرويات الإمام علي (عليه السلام) في لسان العرب قوله (عليه السلام): ((اللَّهُمَّ افْسَحْ لَهُ مُنْفَسَحًا في عَدْلِك))

أثر نهج البلاغة في اللغة والادب

من مرويات الإمام علي (عليه السلام) في لسان العرب قوله (عليه السلام): ((اللَّهُمَّ افْسَحْ لَهُ مُنْفَسَحًا في عَدْلِك))

131 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 24-03-2025

بقلم: د. سعيد عكاب عبد العالي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من اصطُفي من الخلق، وانتُجب من الورى، محمد وآله أُلي الفضل والنُّهى.

وبعد:
قَالَ ابنُ منظور في بيانِ مَعنى كلمةِ(مَفْسَحًا): «وفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: اللَّهُمَّ افْسَحْ لَهُ مُنْفَسَحًا في عَدْلِك، أَي: أَوسِع لَهُ سَعَةً في دَارِ عَدْلك يَوْمَ القِيَامَةِ؛ ويُرْوَى: في عَدْنِك، بِالنُّونِ، يَعْنِي جنَّةَ عَدْنٍ»([1]).
ومعنى الحديثِ في النَّهجِ، ما قالَهُ الرَّاونديُّ: »ورويَ(مُفْتَسَحًا) وهو مَوضعُ الافتساحِ، أي: الاتِّساعُ، أيْ: مَصدرٌ، وأفسحْ لَهُ مَفسَحًا، أيْ: وسِّع لَهُ المُقامَ في ظِلِّكَ»([2])، وقدْ رُويَ الحديثُ برواياتٍ مُخْتَلِفةٍ فِي كلمة(مُفْتَسَح)، فجَاءَ في الفَائقِ([3])، والنَّهايةِ([4]) بلفظِ(مُفْتَسَح)، وفِي اللّسانِ([5]) جَاءَ بِلفظِ(مُنْفَسَح)، أمَّا في النَّهجِ([6])؛ فقد رُويَ مَفسَحًا.
فالخطابُ هُنا تَمثَّلَ بِأسلُوبٍ طَلَبيٍّ علَى سَبيلِ التَّضرُّعِ، وكانَ منَ الأدنَى    (المَخلوقِ) إلى الأعلَى(الخالِق)، إذ ليسَ من المَعقول أنْ يُؤمرَ اللهُ(جلَّ جلاله)؛ لهذا كانَ أمْرًا مَجازِيًّا لا استعلاءَ فِيه ولا إلزامَ، فخرجَ إلَى معنى الدُّعاءِ.)([7]).

الهوامش:
[1]   لسان العرب(فسح): 2/543.
[2]   منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة: 1/305.
[3]   ينظر: الفائق في غريب الحديث(دحو): 1/416.
[4]   ينظر: النهاية في غريب الحديث والأثر(فسح): 3/445.
[5]   ينظر: لسان العرب(فسح): 2/543.
[6]   ينظر: منهاج البراعة، للراوندي: 2/543.
([7]) لمزيد من الاطلاع ينظر: مرويات الامام علي عليه السلام في لسان العرب: سعيد عكاب عبد العالي، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص 153-154.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.6226 Seconds
BESbswy