شرح حكم الإمام علي عليه السلام الحكمة (59) قال عليه السلام: العفافُ زِينَةُ الفقـْرِ والشُكرُ زينةُ الغِنَىَ

196 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 01-04-2025

بقلم: د. قاسم خلف السكيني.

الحمد لله رب العالمين، عليه نتوكل وبه تعالى نستعين، سبحانه (الذي بطن خفيات الأمور، ودلت عليه أعلام الظهور، وامتنع على عين البصير، فلا عين من لم يره تنكره، ولا قلب من أثبته يبصره). وصلوات ربي الزاكيات، وسلامه الموفور بالخير والبركات، على خير خلقه، وخاتم رسله، محمد وعلى آله الطاهرين.

أما بعد:
قال عليه السلام: العفافُ زِينَةُ الفقـْرِ، والشُكرُ زينةُ الغِنَىَ([1])
وردت كلمة (النعماء)([2]) الواردة في رواية شرح الغرر مرة واحدة في النهج، في الخطبة الأولى، وهو قوله (عليه السلام): (ولا يحُصي نعماءه العادون). ولم يتفق الشراح عليها، ولا رواة الخطبة([3]).

والمستفاد من هذه الحكمة: أن يتحلى الفقير بالعفة، لأنها منماة الخير، وأن يتحلى الغني بشكر النعمة. وهنا تنبيه على أن حدي الخير هما العفة والشكر، وما بين هذين الحدين تكون دائرة الخير والبركة.

وقد وصف الإمام (عليه السلام) العفة: بأنها زينة الفقير، وحلية المعدم. لئلا يدفع الفقير فقره إلى فقدان العفة، التي هي عماد إيمانه، وكيانه. وإن في شكر النعمة استبعاداً للطغيان والتيه على المنعم.

وقد ورد في شرح البحراني: (العفة فضيلة القوة الشهوية، وظاهر كونها زينة للإنسان وهي مع الفقر أجمل، فأنها تفيد الفقير بها محبة قلوب الخلق، ويكسبه المدح والثناء منهم ويظهر أثرها عليه بسرعة... وكذلك الشكر من فضائل القوة الشهوية أيضاً. وقبيح بالغني مقابلة نعم الله بالكفران). فزينة غناه، وتمامه، شكره إذن. وبالنظر لأحادية رواية شرح الغرر، فقد استبعدت)([4]).

الهوامش:
([1]) وردت في شرح الغرر 1/195: (الشكر زينة للنعماء). ورويت بلفظ المتن في: العيون ص69، والدستور ص16، والمنهاج 3 / 280، والترجمة 2 / 438، وشرح ابن أبي الحديد 18 / 213، وشرح البحراني 5 / 273، والمصباح ص656.
([2]) النعماء: مفرد، وجمعها: أنعم.
([3]) وردت: (ولا يحصي نعمه العادون) ينظر: الاحتجاج للطبرسي ص294.
([4]) لمزيد من الاطلاع ينظر: شرح حكم الإمام علي وتحقيقها من شروح نهج البلاغة: للدكتور قاسم خلف مشاري السكيني، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص79-80.